×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

المستشفى العام بجازان ومسؤولية الشؤون الصحية

إلى متى ونحن نعيش دوامة العواطف والتسامح مع المتسببين في إزهاق الأرواح البريئة وإهدار الأموال العامة وفساد الذمم وقلة الأمانة وسوء الإدارة ؟؟!!
إن حريق مستشفى جازان ثاني أعظم كارثة مماثلة في العالم كما يقال و يعد اكبر فساد وإهمال يتجاوز كارثة سيول جده لأنه قد بلغ السيل حد الطوفان وتجاوز حدود الفاسدين و حريق المستشفى له خصوصية لأن ضحاياه أطفال رضع ومرضى في العناية الفائقة وممرضين لا حول لهم ولا قوة حتى أبواب الطوارئ أغلقت بالسلاسل والأغلال ليموتوا اختناقا.

أيها السادة والسيدات
إن الاستشهاد بالمخاطبات الرسمية الورقية في مثل هذه الحالة النادرة الحدوث على مستوى العالم لا تكفي بل كان يجب أن يقوم مدير الشؤون الصحة أو مدير المستشفى بزيارة الجهات المعنية لمعالجة كل المعوقات والسلبيات لمنع مثل هذه الكارثة والتحذير من تبعات إهمال صيانة المباني والمعدات ووسائل السلامة ويبينان الخطورة المترتبة على أي تأخير أو تهاون أو تقصير وإذا تعذر كل ذلك فإن المسؤولية ما تزال متعلقة بمدير الشؤون الصحية ومدير المستشفى لأنهما لم يرفعا لوزير الصحة أو أمير المنطقة بخطورة الموقف وهذا أيضا لا يكفي بل يجب أن يباشرا معالجة الخلل أو القصور أو فشل الصيانة بالإمكانات المتاحة والقيام بمباشرة الإشراف على معالجة هذا الخلل لمنع كارثة ماحقة كما حدث في هذا الحريق الأسوأ في العالم , إن الإتكالية والبيروقراطية والروتين الممل وضعف الإدارة والتقليل من نسبة الخطر هي من تسبب في هذه الكارثة القاتلة لأنفس بريئة لا حول لها ولاقوة0
إن الحقيقة التي يجب أن نتفهمها جميعا أن للأنفس حرمتها وقدسيتها وتستحق كل جهد يبذل وكل تضحية تقدم وكل مال ووقت لأن من قتل نفسا بغير حق كمن قتل الناس جميعا وخصوصا إذا كانت الضحايا من أولئك الذين لا حول لهم ولا قوة كالأطفال ومرضى العناية الفائقة وممرضيهم الذين أقفلت أمامهم أبواب النجاة والتي تعتبر الملاذ الأخير للنجاة من الموت المحقق0

إن التحقيقات الروتينية قد مللنا منها لأنها لا تحقق العدالة ولا تبرئ الذمة ولا تقنع أصحاب الشأن ولست متحاملا على أحد ولا أبحث عن إلحاق الأذى بأحد لكن الأنفس التي أزهقت وبدون ذنب قتلت تستفز المشاعر بل تصدمها وتسقط قيم المسؤولية القيادية والإدارية والفنية.

أيها السادة والسيدات
أنه يتوجب على لجان التحقيق أن تتخيل أنها الضحية أو قريب الضحية أب أو أم أو أخ أو أخت ثم يتذكروا بأن الله يراهم ويعلم سرهم ونجواهم.
إن وزر دم الضحايا سوف يناط برقا بهم ويثقل كواهلهم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم , إنه يتوجب على لجان التحقيق في كل القضايا أن يتجردوا من العواطف والمجاملة لإعطاء كل ذي حق حقه ليحصنوا الوطن من الفساد والتهاون والإهمال وأن كل مقصر سوف يناله نصيبه من العقاب مهما كان موقعه في المؤسسات الأهلية أو الرسمية0
قبل الختام أتساءل أين يكون موقع الشؤون الصحية في جازان من احتراق المستشفى العام وما هي مسؤوليتها ؟! أليست المسئولة عن الشأن الصحي في المنطقة بكل مكوناتها وسلامة المرضى في كل مواقع العلاج والتمريض ؟!! وفي الختام اللهم ارحم شهداء حريق مستشفى جازان وكل شهداء الوطن وتقبلهم بقبول حسن وأجزل لهم المثوبة والرضوان وعظم الصبر والسلوان للوطن وذويهم واجعل هذا المصاب آخر أحزان الوطن والمواطنين وعجل بالشفاء للجرحى والمحروقين والمحزونين..والله المستعان



صالح حمدان
 0  0  1237