×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

رسالة الى جنودنا على الحد الجنوبي

ابو فراج
بواسطة : ابو فراج
حماية الاوطان شرف لا يعادله شرف, والذود عن حياض الوطن من انبل واقدس المهمات التي يكلف بها الجنود .. والا فما فائدة الإعداد والتدريب لسنوات طويلة داخل وخارج الثكنات العسكرية, ان كل ماتتلقونه وماتلقيتوه من تدريب في وقت السلم هو اعداد لمثل هذه الايام التي تخوضون فيها معارك الشرف والرجولة, عن حدود الوطن ضد البغي والعدوان .. والحرب لن تزول من الدنيا, او تخف حدتها او تحصر ويلاتها, ذلك انها بكل مافيها من مرارة والم, وبكل ماتنطوي عليه من قسوة وبطش وإخلال بالأمن والسلام, سر من اسرار الحياة, وجوهر من جواهرها, لان الحياة هي الحركة, والحركة هي التي تحول المادة وتغيرها, بما تحدثه من إحتكاك وصدام, وصراع مستمر .. ولذلك يجب ان نكون على أهبة الاستعداد وماتعلمناه اثناء التدريبات في السلم يجب ان يطبق بحذافيره في الحرب, واذا طبقنا ماتعلمناه من دروس بشكل متقن فستكون التكلفة أقل في الانفس, والعتاد فنحن في مهارة الميدان تعلمنا بندًا رئيسيًا نعمل من خلاله وهو (قطرة من العرق اثناء التدريب الاعتيادي تمنع قطرات من الدم اثناء المعارك الحقيقية) وانتم تلقيتم مايكفيكم من التدريب القتالي على كافة المستويات بما في ذلك القتال في المناطق الجبلية وهو بند من بنود مهارة الميدان والتكتيك او (التعبئة) الذي تم تدريسه وتدريبه لكم, لان القتال في المناطق الجبلية يحتاج الى تدريب شاق ومتقن وقد تلقيتم الكثير من النظريات والامثلة ممن خاضوا المعارك الجبلية في الحروب القديمة والحديثة, فلقد استطاع قادة الحرب إحراز قصب السبق قبل زمن طويل من تعامل علماء الطبوغرافيا والجيوستراتيجيا مع الجبال فهم بحكم معاناتهم القاسية, ومن خلال خبراتهم المكتسبة والمتراكمة, استطاعوا التمييز الواضح بين الجبال, كما هو الحال الان بما تشاهدونه في الحد الجنوبي فهذه المرتفعات والرواسي ليست متساويه في احجامها, ولاهي متعادله في طبيعتها, ولاهي متماثلة في خصائصها ومميزاتها, فهنالك الجبال ذات المنحدرات الحادة, والمرتفعات الشاهقة, وهناك الجبال المتقطعة التي هي اقرب الى التلال منها الى الجبال, وهناك الجبال المكسوة بالغابات, والتي يصعب معرفة مجاهيلها وإكتشاف مضامينها, الى الجبال الجرداء المحرومة من الغطاء النباتي, وكذلك الجبال المتداخلة. اذًا فقد يكون من طبيعة الامور ان تباين طرق التعامل مع الجبال في الأعمال القتالية هو بحسب خصائص تلك الجبال ومميزاتها الطبيعية والصناعية ومايتوفر لها من المحاسن والمساوئ للأعمال القتالية الهجومية, او الدفاعية الثابتة وهو ماتقومون به الان, سواء في الظروف الطارئة او المستمرة ولذلك, يجب ان تتعاملوا مع كل منطقة في هذه المناطق الجبلية بمعزل عن الاعمال الاخرى, إلا ان هنالك قواسم مشتركة ومبادئ عامة تنطبق على معظم الاعمال القتالية في الجبال ولعل من اكثرها اهمية بحسب تجارب الحروب مايلي:
1- خداع النظر وصعوبة التقدير. 2- ضيق أفق الرصد, ووفرة المباغتات. 3- صعوبة اختيار محاور العمليات. 4- صعوبة الأعمال القتالية الجبلية. 5- ضرورة التحصين الهندسي للأرض. 6- التنظيم الاداري والإمداد .. ولا شك انكم قد تدربتم على كل هذه البنود واستوعبتموها في التمارين الاعتيادية او المشاريع التعبوية وبقي التطبيق الذي لا يقبل الأخطاء, ولو أننا لابد ان نذكر حقيقة أن القوات الجبلية لابد ان تكون ذات تسليح خاص, وتجهيز يتناسب مع طبيعة الجبال, وان نتذكر جيدًا ماتعلمناه وماطبقناه في المشاريع التعبوية وقت السلم ونأخذ دروس وعبر من القوات التي مارست مثل هذه الاعمال القتالية في الحروب القديمة, والحديثة, ولنأخذ مثال على ذلك حيث عرفت السنوات الاخيرة من القرن العشرين عددًا من الحروب المحدودة التي كانت مسارح عملياتها الرئيسية مقترنه بالاعمال القتالية الجبلية, وكان من ابرزها الحرب الافغانية الروسية (1981-1990م) وحربي الشيشان الاولى والثانية (1992-1994م) و (1990-2001م) وكذلك حرب البلقان (او حرب كوسوفو 1990م) وجاءت مسيرة الاعمال القتالية لهذه الحروب وتطوراتها ونتائجها بمثابة تأكيدات حديثة لخلاصة المبادئ والأسس والاساليب الخاصة بقتال الجبال .. وقد تم لكم ضرب العديد من الامثلة في تدريباتكم العسكرية ولديكم من الضباط المؤهلين الذين هم على اعلى مستوى في مجال الخطط والعمليات, أو في مجال مهارة الميدان, وحتى حرب العصابات والقتال في المناطق المبنية, وانتم ايها البواسل تدربتم على كل هذه الاساليب, حتى تكونوا في مثل هذه الأيام في قمة الاستعداد للذود عن حياض الوطن, ونحن معكم بقلوبنا وأفئدتنا, نتوجه الى الله في كل يوم بالدعاء لكم بالنصر المؤزر على كل باغٍ خبيث يحاول النيل من تراب هذا الوطن او زعزعة أمنه .. تدربنا سنين وصرفت الدولة مليارات لتأهيلنا لمثل هذه المواقف, قدمت لنا كل شي الرواتب والحوافز والانتدابات والابتعاثات, والرعاية الطبية والاسكان, وزودتنا بكل مانحتاج ونحن في ثكناتنا وداخل الوطن في أفضل حالات الأمن والامان, الا يجب ان يأتي اليوم الذي نرد فيه جزء من حقوق الوطن علينا .. هذه هو اليوم وهذا الوقت الذي يحتاجنا فيه الوطن لنكون شوكة في حلق كل معتدٍ او متطاول على تراب هذا الوطن, اذ ان وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه .. مقولة تستحق منا الوفاء .. وان نقدم كل مانملك من عزائم وإصرار وكفاح لنصرة الدين والوطن وولاة الأمر .. حتى لا يتجرأ كائن من كان على بلادنا وحدودنا فنكون دائمًا عيون ساهرة لكل حركة على حدود الوطن ونسأل الله لكم النصر المؤزر, وثقوا انا معكم بقلوبنا وافئدتنا وبالدعاء المستمر لكم بالنصر والسداد .. فكونوا على قدر المسؤولية والشهادة في سبيل الله ثم الوطن لا يعادلها كرامة ولا فخر قال تعالى في كتابة الكريم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) [محمد:7/8( وقال تعالى (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) (60:الأنفال) حفظكم الله بحفظة وكفانا وكفاكم شر كل معتد وما النصر الا من عند الله .. نسأل الله تعالى ان يعيدكم سالمين غانمين متنصرين رافعين راية السلام في كل موقع .. وأن تكون حدودنا أمنه مطمئنة بفضل الله ثم بفضل شجاعتكم واستبسالكم سيروا على بركة الله وعين الله ترعاكم ..



عقيد (م )/ محمد بن فراج الشهري
alfrrajmf@hotmail.com
بواسطة : ابو فراج
 0  0  2510