×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

أجشعٌ وسوء كيلة !

شهدت اليوم سوق بيع كروت استحقاق السقيا في محافظة النماص ، أو السوق السوداء جهارا نهارا .

قد يكون الحدث غريبا لمن لا يستفيد من هذه الخدمة.. لذلك سأعرض لكم فكرتها بإيجاز..

حرصا من الدولة وفقها الله وسددها بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - في إيصال خدمة السقيا للمواطن ، والقضاء على جشع وتلاعب متعهدي السقيا في المناطق والمحافظات ، قامت بصرف كروت لمستحقي السقيا لمدة عام كامل بمعدل ( وايت ) لكل شهر ؛ وما على المواطن إلا أن يتواصل مع المتعهد لايصال الماء ويستلم المتعهد مقابله كرتا بموجبه يتقاضى من الدولة عن كل كرت 100 ريال وذلك وفق الضوابط الآتية التي كتبت على الكرت :
1. هذا كرت مخصص لنفس الفترة، لذا يرجى الاستفادة منه في موعده تجنبا لإلغائه .
2.في حالة أن المستفيد لم يستلم مخصصاته لهذه الفترة فإنه سيحذف اسمه تلقائيا من النظام.

إلا أن التاجر الأمين فهم اللعبة وتأمل الشروط ، وبدأ بالتمرد في إيصال الخدمة ، و التهرب حتى أوشكت فترة الاستحقاق على النهاية.
حينها يبلّ المواطن الكرت ويشرب ماءه .
بعدها يصطاد التاجر الأمين في الماء العكر ، ويبدأ بالضغط على المستحقين عند نهاية الفترة ويساومهم بشراء كرت السقيا ب 35 ريال . وهو بطريقته يقبضها من الدولة 100 ريال .
والذي نفسي بيده لقد شهدت اليوم موقفا والمتعهد يقول للمواطن : ضع الكرت عندي في المحل (……) وخذ بقيمته من المحل؟؟! ليستغله مرة بعد مرة .

ويحكم أيها الذئاب ! كيف طوعت لكم أنفسكم هذا الابتزاز في عصر الحزم والعدل ، رغم أنكم لا تخسرون .

يقول عليه الصلاة والسلام فيما رواه مسلم : ( والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس ) . الضمير الحي يظل يُعاتب صاحبه على سوء فعله ، لكننا أمام ضمير تجاوز مرحلة العتاب والأخلاق، تجاوز مرحلة: ( وكرهت أن يطلع عليه الناس ) ؛ لأنه أصبح يصرح أمام الجموع غير مكترث بهم او بعين الرقيب .
لغة الافتراس التي تتزايد مع بعض التجار مع نمو مدخراتهم تُغيب عقولهم أحيانا عن تذكر الآخرة والوقوف بين يدي من لا تخفى عليه خافية .

عبدالله بن حسن الشهري
 0  0  2121