×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

مكاتب المسؤولين المغلقة !!

كثيراً هي الظروف التي تُحتِّم عليك مراجعة مسؤول في هذا القسم أو تلك الدائرة، فإن لم يكن لك شفاعة حسنة لدى هذا المسؤول لإنهاء معاملتك فاعلم أنك تسير عكس التيار، فقد لا يشعر هذا المسؤول الذي يتقاضى راتباً شهرياً بأن من صميم عمله واختصاصه خدمة المراجع وتسهيل اجراءات معاملته انطلاقاً من المبدأ المعروف " من أخذ الأجرة فهو محاسب على عمله".
نسمع بين الفينة والأخرى أن مراجعاً تعرض للطرد من الموظف أو المسؤول ومعها سيل من الشتائم والسباب- لهذا المسؤول ومن على شاكلته أقول: اعلم أن لك حاجات عند الناس كما لغيرك؛ فأين استشعار نصوص الوحي من - القرآن والسنة- التي تأمرنا بالرفق والتيسير على العباد وحب الخير لهم وتنهانا عن المشقة عليهم وتحث على إتقان العمل على الوجه الأكمل، ألم يتذكر هذا قول الله تعالى: ( وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ ) وقوله تعالى ( أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ) أي كل منهم مُسخَّر لخدمة أخيه المسلم.
كما عليك أن تتذكر الأحاديث النبوية الصحيحة كقوله صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلا أَنْ يُتْقِنَهُ " .
وكقوله " لا يُؤمنُ أحدُكم حتَّى يُحِبَّ لأَخيه ما يُحبُّ لِنفسهِ". وقال أيضاً " اللَّهُمَّ مَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ".
لا يَغُرَّك المنصب والجاه! فإنما أنت مُوكَّل بعباد الله ابتلاك الله بهذا المنصب امتحاناً منه فأنت وما تملك تحت حكم الله وتدبيره؛ فاحمد ربك بأن جعل العبيد يحتاجون إليك فخدمتهم شرفٌ لك.
واشكر فضائلَ صُنع الله إذ جُعلت………… إليك لا لك عند الناس حاجاتُ.
ليس لك العذر في تقديم الخدمة مقابل الأجر الشهري الذي تتقاضاه فإن زدت في تقديمها فالتمس من الله الأجر وتذكر أن موسى عليه السلام قد قضى في رعي الغنم مع شعيب أوفى الأجلين عشرة أعوام فأخذ بالعزيمة دون الرخصة في الثمان.
الاحتجاب عن خدمة أخيك المسلم عند مراجعته بدعوى وجود " اجتماع مغلق " أو " تراجعنا بكرة " دليل على انحطاط لمنظومة القيم الأخلاقية لديك في " الصدق – النظام – الأمانة – الإخلاص - الإتقان" وصاحب هذا المبدأ مأزور غير مأجور.
ختاماً : القطاعات والدوائر المجتمعية التي لها علاقة بخدمة الجمهور في القطاعين الحكومي والخاص دون غيرها تستدعي من الجهات الرقابية نوعاً خاصاً من الرقابة مع الأخذ بعين الاعتبار شكوى المراجع مأخذ الجدية، على أن يكون الموظف تحت طائلة المسؤولية يرتقي للمراتب العليا والدرجات بمقدار خلو سجله الوظيفي من الشكَاوَى الواقعية لا "الكيدية" وبمقدار الانجاز الذي يقدمه في خدمة المراجع الذي من أجله يتقاضى الأجر وبسببه تأسست تلك الدوائر، ولا يكلف الجهات الرقابية سوى خط هاتفي ساخن يعلو واجهات تلك الدوائر لتلقي الشكاوَى والمشكلات وايجاد الحلول العاجلة والفعالة لخدمة الوطن والمواطن .....والله الموفق للصواب
 0  0  1388