×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

الحروب تدفع الكروب وتوحد القلوب وتكشف العيوب

هكذا يقولون أن الحروب تدفع الكروب ومن حيث المنطق والواقع نعم هذه حقيقة مسلم بها لأن الحرب عادة للدفاع عن الأرض والعرض قولا واحدا ووحدة القلوب ترتبط بوحدة الهدف والمصير لأن الخطر يتهدد الجميع
أما كشف العيوب فهذا بيت القصيد ولب الموضوع ومحور الحديث والأمثلة كثيرة مثل سيول جده وهذه حرب أو معركة من نوع آخر قال تعالى : (فأذنوا بحرب من الله) فاستطاعت السيول وهى من جند الله أن تفضح الفاسدين وتكشف سترهم وتعري المشاريع الوهمية والعبثية
نحن الآن في المملكة العربية السعودية نعيش حالة حرب مع الإرهاب ومع الدواعش ومع الحوثيين ومع عميلهم المخلوع وزمرته ومن ورائهم دول تساند بالسلاح والعتاد والمال والرجال هذا هو المشهد الحقيقي للمنطقة لكن ما نراه في قنواتنا الفضائية وصحافتنا ومنتدياتنا الثقافية والأدبية حتى شعراء الفصحى وشعراء النبط يعيشون خارج دائرة الأحداث وإذا تحدثوا فإنما يتناقلون الأخبار ويتنطعون في عرض صور المشاهد المؤثرة لا غير وحتى الأئمة وخطباء المساجد لا يتحدثون إلا كحاطب ليل كلام مرسل بلا معنى وبلا مضمون
الشهداء يتساقطون دفاعا عن الوطن وكتابنا ومثقفونا يتحدثون عن هم الكرة المدورة والحفلات والمناسبات والمطربين والمطربات وتصيد أخطاء الفردية وحتى الهيئة دون البحث في هم الوطن أما شعراؤنا فانغمسوا إلى أذانيهم في المدح والقدح وإثارة العصبية القبلية بدلا من المحافظة على الوحدة والصمود وشحذ الهمم للمحافظة على امن وسلامة الوطن داخليا وخارجيا ومحاربة الإرهاب بكل أطيافه حتى مجلس الشورى لم يقف ولو دقيقة واحدة تأبينا على شهداء الوطن
يجب أن تتغير هذه الصورة النمطية لكل الفعاليات والمناشط الأدبية والفكرية والثقافية واحتفالات البذخ والإسراف وإهدار الأوقات الثمينة من عمر الوطن وظاهرة المهرجانات التي بدأت تتفشى في المجتمع السعودي مثل مهرجانات التمور الصقعي والسكري والخلاص والرطب الأحمر والأصفر والأسود والقمح والشعير والذرة الحمراء والخضراء والصفراء والرمان والعسل والبطيخ والخيار وووالخ وماذا بعد؟ والحقيقة المرة أن هذه المهرجانات أضرت بالطبقات المتوسطة والفقيرة لخلق منافسة على رفع الأسعار والمتضرر الأول والأخير المواطن ثم إن فيها من الإسراف والتبذير ما الله بهي عليم وقد شاهدنا على القنوات الفضائية كيف تداس النعم بالأقدام كالتمور والحبوب أما المفطحات والحواشي فترمى في عربات النفاية والبلديات لم تهتم بذلك كما أنها لم تعد تهتم بمخلفات هذه المهرجانات ولعلها تتركها لتقول للناس اتقوا الله فالنعم لا تدوم إلا مع احترمها والمحافظة عليها
أردت من هذا كله أن أذكر بأننا نعيش في عهد الملك سلمان حفظه الله مرحلة من العمل الدؤوب والنشاط البناء والمعرفة الإبداعية والتعاطي مع مستجدات الأحداث بما تستحق من الاهتمام و الجدية والحيوية والإخلاص وعلى كل مواطن أن يحمل هم وطنه وقيادته وأمته .
إن الرجال إذا شدوا عزائمهم : شدوا البناء وزال الهم والخطر.

والله المستعان


صالح حمدان
 0  0  1094