×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

الاستثمار السياسي في كوارث الشرق!!

في العواصم ذات التربة الخصبة لزراعة الفتن.. تبدأ عمليات التمهيد. ومن ثم يبدأ توزيع بذور ذات مواصفات قابلة لزيادة مساحات التخصيب والاهتمام بالري من خلال التدفقات المتعددة الاتجاهات. وصولاً للنضوج الذي يعلن موعد الحصاد واستثماره.
هكذا هو مشهد الشرق الأوسط في صورته الراهنة التي وإن تأخرت بعض منتوجاتها عن مواسم الانتاج. إلاَّ أن البعض الآخر أصبح جاهزاً للتسويق!!
ومن عواصم زراعة الفتن يتم التصدير إلى الأسواق الحرة في كل من جنيف وفيينا كمدينتين تفرضان على البائع والمشتري هدوء الأعصاب – وراحة البال – وفي احضانهما تتبخر هموم شرق يموت تحت الهجير. وتغتاله الأسلحة من الأرض ومن السماء.. وتبتلعه احضان البحار.. وما بين الهجرة والهجير تموت الشمس في اشراقة مرحلة التغيير.
بالأمس تناقضت منابر الكلام في “فيينا الأنس” وخيمت على شرقنا الملتهب نتائج الفشل وخيبة الأمل نحو القضية السورية.
شركاء البيعة من واشنطن إلى موسكو إلى طهران.. كانوا قد اتفقوا مسبقاً على توزيع الاستثمار الذي حان قطافه بعد مرور أكثر من 4 سنوات على ترويته. حيث اختلفوا على الأسعار وتقاسم الأرباح!!
وفي الوقت نفسه.. وبعد ساعة من انتهاء لقاء النمسا أعلن أوباما عن قراره بإرسال ما اسماه قوة عسكرية إلى سوريا.. ليتضح لاحقاً أن القوة على حد تعبيره هي عبارة عن 30 رجلاً قالت أمريكا أنهم سوف ينضمون إلى الجيش الحر لتقديم المشورة.. ولكم أن تتخيلوا حجم هذه القوة – 30 عنصراً لا يكفون وجبة لداعش في غارة خاطفة ومحدودة العدد!!.
وهذه محاولة لحفظ ماء الوجه أمام النقد الحاد الذي يواجه فشل الرئيس بعد صفقة بيع سوريا “للزبون” الروسي وسرقة أموال طهران المجمدة لصالح الاستثمارات الأمريكية مقابل النفوذ الإيراني قبل مغادرته القريبة للبيت الأبيض.
وهنا أطرح السؤال الذي لن يجيب عليه الرئيس الذي جمع بين اللون والنوايا تجاه المنطقة وهو: عندما أرادت واشنطن إسقاط صدام حسين – كم بلغ حجم القوة الأمريكية التي قامت بالمهمة.. مقابل 30 جندياً بلا سلاح قلت انهم سيذهبون إلى سوريا؟ إنه الإغراق في التسطيح والخداع السياسي بكل وضوح!!.
وأمام المرحلة.. وأمام كل هذه التناقضات في لقاء الأمس. وما قبله.. وما بعده. وما هو مؤجل تبقى مواقف الدول على أرصفة القضايا.. وتبقى انصاف حلولها داخل “كراج” الأمم المتحدة.. وتتوزع مفاتيحها ما بين الجماعات المتطرفة في مخارج الطوارئ والمقاولين من الخارج.
ولا عزاء في قتل الضحايا.. ولا تعويل على زحمة الدبلوماسية ومنابر الكلام خارج هذه المنظومة.. بقدر ما تستمر الطبخة إلى أن يتم تقاسم الغنائم على جثث الأبرياء ورائحة الشواء!!
 0  0  1260