×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

كيف نتخلص من الفوقية في المجتمع السعودي وحتى القبلي

يقول أحد الطيبين من الناس عندما تنظر إلى أحد من قمة الجبل وهو في واد سحيق فستراه صغيرا جدا ولكنه بنفس النظرة يراك صغيراً جداً كالذباب فكما تدين تدان فكن على حذر أيها المتعالي فلا أنا شمعة ولا أنت فرقد - يقولها إيليا أبو ماضي . يحكي لي احد الأصدقاء بأن له صديق كان يعمل عنده في مكتبه (فرّاش) فقدم له دعوة كزميل عمل ورفيق درب بعد تقاعده واعد له وليمة كبيرة ودعا لها عدد كبير من الجيران والأصدقاء على شرف هذا الصديق (الفرّاش ) فأعتذر احد المدعوين عن الحضور وتلبية الدعوة لهذه المناسبة لأن الضيف الرسمي (فرّاش) قال فشعرت بغضب شديد إلا أنني تمالكت أعصابي برهة ثم في النهاية اضطررت أن اسحب دعوتي لهذا المتغطرس وأيضا أسقطت اسمه من قائمة أصدقائي وقلت له بعبارة واضحة لا لبس فيها ( لا يشرفني صديق بهذه الصفة الفوقية والنظرة الدونية للآخرين فنحن كلنا إخوان في الدين والوطن والجنس ولم أقبل له أي تبرير مطلقا لأن هذا السلوك يحمل صفة الكبر والتعالي وهى صفة يمقتها الله وأنبياؤه ورسله والمؤمنون والناس جميعا وقد استفزني هذا الموقف لكتابة هذا الموضوع ومما زاد الطين بلّة أن آخر رفض أن يدرج اسمه ضمن مجموعة من المواطنين لأنهم ليسوا في مستواه ولم يدر هذا الإنسان المتغطرس أن أكرم الخلق عند الله المتقون .(إن أكرمكم عند الله اتقاكم) وقد قال الأحنف ابن قيس ما تكبر أحد الا من ذلة يجدها في نفسه. ولن تستقيم الحياة بمعناها الإنساني إلا بالتواضع والقرب من الناس وتحية أهل الجنة السلام وتقال لكل الناس بنفس الحروف والكلمات للملك وللأمير والوزير والبواب لا فوقية فتحية الإسلام واحده فلماذا هذا التعالي والتكبر وقد قال الله سبحانه وتعالى ( الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني أي منهما قصمته)إن مجتمعنا السعودي مجتمع مسلم متدين يدرك خطر الكبر على المسلم والمجتمع إلا أن لكل قاعدة شواذ ونلاحظ هؤلاء المتكبرين في مؤسسات الدولة الرسمية والأهلية وأكثر المتكبرين بين كبار المسؤولين من الوزراء والوكلاء والمدراء وكبار الضباط ورجال الأعمال حتى وأنت تدخل في أي مؤسسة رسمية أو أهلية قد تجد هذا النموذج من المتنفذين وهناك شريحة من أصحاب البشوت تشعر بهذه الفوقية وحتى بعض القضاة وكتاب العدل عندما تراجعهم لا ينظرون لك إلا شزرا فعجب أمر هؤلاء كيف يشعرون بمتعة الحياة وهم على هذا الحال.
انه مرض خطير نسأل الله أن يطهر مجتمعنا من هؤلاء المتغطرسين ( المتكبرين) ولو دققنا النظر في هؤلاء لوجدنا أنهم أتعس الناس حياة واقلهم عطاء للوطن وللمجتمع وأكثرهم شرا وأقلهم نفعا فما كان التواضع في شيء إلا زانه وما كان التكبر في شيء إلا شانه.
ويقول أحد الحكماء:
كم جاهل متواضع ستر التواضع جهله: ومميز في علمه هدم التكبر فضله
ويقول آخر:
تواضع إذا ما نلت في الناس رفعة: فان رفيع القوم من يتواضع

اللهم انزع منا سخيمة قلوبنا ومن نفوسنا كبريائها وغرورها اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها وأصلحنا وأصلح بنا يا رب العالمين.


صالح حمدان
 0  0  1385