×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

مسيرة عطاء .. و إطلالة وفاء

كثير منا من يقدر العلم والمعلم والعلماء كون ذلك واجب ديني وهدي نبوي، فأمة جعلت خيريتها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعبادة الله على بصيرة هي أمة علم وعمل خصها الله بخاتم كتبه ورسله عليهم الصلاة والسلام.
عادة ما نتسابق في نهج سلوك يشير إلى ما نحمله من حب وتقدير للعلم والمعلم ونتفاوت في اختيار المقام لمقال قد يكون مؤثر على كثير من الناس وفيه مضامين تربوية سامية لأجيال تأتي من بعدنا لتعمر الأرض بالخير والفلاح.
كثير هم العظماء الذين أشاروا وأشادوا بدور مدارسهم ومعلميهم في مسيرة حياتهم الناجحة، ولا تكاد تخلو ذاكرة أحدنا من موقف نبيل أو أسلوب جميل لمعلم جليل خلد في صفحات حياتنا ما يحملنا على الدعاء له عند ذكره أو في عرض سيرته. وبالتأكيد أننا نجد من هذه النماذج ما هو قريب منا وضمن مكونات ونسيج مجتمعنا الراقي.
رجل شهم كريم ، سجي الخصال ، في محياه البشر ، وفي تعامله منهج الخير
قضى ما يربو على ثلاثة عقود وهو رمزا للمعلم الأمين والإداري الحاذق والقائد الناجح والوالد الرحيم.
حاز على ثقة الجميع .. الصغير منهم قبل الكبير .. من عرفه أحبه ومن عمل معه أجله .. شهد له الجميع بجديته وانضباطه .. حازم في أعماله و إدارته .. لين رحيم في المواقف الإنسانية .. قيادي ناجح وقدوة حسنة.
في يوم تكريمه وترجله من على صهوة جواده وقف الأستاذ سعيد بن علي بن عوضه الشهري أمام جموع من المحبين ممن يرمقون دموع الوداع ليسرد بشجاعة ورباطة جأش فضل الله ثم فضل زملائه وتعاونهم في تحقيق رسالة العلم رسالة الشرف والفخر وبناء صروح العلم والمعرفة على أساس من التفاني والإخلاص.
أستاذنا الكريم .. اليوم يقف تلاميذك في كل مكان إجلالا و إكبارا لمعلمهم المخلص رافعين لك بيارق الثناء و رايات الشكر وداعين الله لك بالتوفيق والسداد والمزيد من الصحة والعافية.
يقف اليوم أبناؤك وزملاؤك فخرا أن كانوا يوما في صرح أنت قائده ونبراسه.
اليوم رسالة لكل مرب ومعلم ناشئ أن كونوا قدوة وكابدوا في التربية واسموا بسمو رسالتكم فستجدون غير ذي مرة ومضات وفاء ودعاء من أبنائكم والأجر الوفير من الله ودونكم اليوم أبا فاطمة موسوعة علم وفكر وخلق رفيع .. فليكن لكم طموح تنافسوا به سيرته وتعتلوا منابر الأخلاق و تقودوا بالإحسان من ولاكم الله تربيتهم.
أنت المعلم أصل كل فضيـلة=أنت الإمام سبقت بالإحسـان
إنا نعانق بالوفاء جهـودكم = ستظل دستورا مدى الأزمـان
أستاذنا الفاضل:
لا نجد فـي قاموسنا من الكلام ما يعبر عما نكنه لك من مشاعر الحب والشكر والعرفان ، فقد كنت لنا القدوة الصادقة ، والبحر الذي ننهل من علمه وفقهه وأخلاقه، والسراج الذي أضاء لنا الطريق ، لقد كنت لنا الأب والمعلم والمربي، لقد زرعت فـي قلوبنا المحبة والتضحية والأخلاق وحب العلم.
كم أخطأنا وكم قصرنا وكم أهملنا، ولكنا لم نجد منك إلا ما نجد من أبٍ حريص على أبنائه، ومربٍ متفانٍ فـي عمله، ومعلمٍ ساعٍ إلى هدفه.

أيها المربي والوالد الكريم:
ونحن نودعك اليوم وقد أديت رسالتك ـ بفضل الله وكرمه ـ على أكمل وجه، وأتممت مهمتك على أروع صورة، نقول لك: شكراً بلا حد، وامتناناً بلا عد، وباقات من المحبة والعرفان والود، نزجيها إليك، مع دعائنا الدائم أن يمتعك الله بالصحة والعافية وأن يوفقك فـي حياتك المقبلة، وتأكد أستاذي الفاضل أن من سعيت في تعليمهم وتقويمهم وتهذيبهم لن ينسوا جهدك ولن ينكروا فضلك، وسيحملون لك في قلوبهم دوما مشاعر الشكر والعرفان.

عبدالله حمود الشهري
سيدني – استراليا
1436/11/25
 0  0  1520