×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

التحول إلى الأسوأ..!!

يظل المشهد العربي اليوم رهن الكثير من التفاعلات والتأثير في مجريات الممارسات السياسية والاجتماعية بكل تركيباتها وسط الكثير أيضا من الاجتهادات في تحليل ما حصل ويحصل في الساحة العربية. حيث يختلط الحابل بالنابل في طرح المطالب.. منها ما هو معقول وآخر مرفوض وثالث لا يستحق النقاش.
غير أن أخطر نتائج كل هذه المحاور هو ما يفضي إلى الفوضى وانفلات الأمن. خاصة إذا أدركنا أن الأخير هو مطلب كل شعوب الأرض. فلا حياة بلا أمن.. ولا استقرار على أنقاض الدمار الذي يقود إلى مزيد من الصراعات وتصفية الحسابات القديمة والجديدة .خاصة في ظل وجود المجتمعات القبلية والتركيبات العرقية والمذهبية لدول الشرق الأوسط. وهي أدوات لا يمكن إغفالها من أجندة مجتمعات لا تعرف مفهوم الممارسة الحقيقية للديموقراطية بقدر ما تتوقف فقط عند عنوانها كشعار يغيب عنه النص والتفاصيل ومن ثم تتقاسم الحروب. لكن لا بد أن نشير إلى أن هناك حالتين قد أدتا إلى تأجيج الصراع وخلط الأوراق بكل سلبياتها وإيجابياتها في بعض الدول العربية. ومنها سلطة الرجل الأوحد بلا مؤسسات كما حاصل في ليبيا.. وتزوير الانتخابات لاختزال سنوات السلطة. كما حصل في كل من مصر وتونس. وكما كان يحصل في العراق أثناء حكم صدام حسين أو كما هو الحال في البلدان التي واجهت انقلابات عسكرية مثل السودان وموريتانيا. وعدم التبادل السلمي للسلطة.وفي بعض هذه الدول غاب العدل وتم تنفيذ الإعدامات بالجملة داخل وخارج السجون.. وعسكرة الحياة تحت عناوين متعددة ثم تطويع مسوغاتها على أمن الحكم وليس أمن المجتمع.
أما الحالة الثانية في تأجيج الصراع فهي الأزمة الاقتصادية التي لم تستطع هذه الدول مواجهتها بإصلاحات فاعلة سواء في نمط الإدارة السياسية أو الاقتصادية التي ترتبط في مجملها بمنظومة عمل يوصل إلى معالجة مستوى الدخل القومي للدولة الذي ينعكس تلقائياً على دخل الفرد أمام الأزمة من جهة وأمام تزايد العدد السكاني من الجهة الأخرى.وبالتالي كانت كل هذه العوامل قد أوجدت أرضاً خصبة لبداية استنساخ التجربة والتفاعل معها وسط المعقول واللامعقول من المطالب كما أشرت في السابق . وأمام كل هذا وذاك وعلى خارطة شرق أوسط كان ينتظر التحديث طبقاً لنظرية “كوندليزا رايس” وزيرة الخارجية الامريكية السابقة : تبقى المفاجآت هي أقرب إلى الأسوأ حين تتحول مطالب الديموقراطية إلى نزاع مسلح تغرق فيه مكتسبات التنمية بدماء الشعوب أمام تزايد معدلات سقف لا ينتهي من اجندة التغيير. يحصل هذا في الوقت الذي تتزايد اخطار الانشغال بالتغيير من خلال استغلال قوى عدوانية وأخرى “راديكالية” متسلطة في المنطقة تراقب تطورات المرحلة من أجل رسم خارطة النفوذ كل على طريقته الخاصة كما هو حاصل في كل من تل أبيب وطهران هذه الأيام!!. وفي بوتقة كل هذه الأحداث نجد ان العالم قد انشغل بقراءة “ميادين” التغيير في وجوه الأنظمة السياسية بعيداً عن الملف النووي الايراني.. وبعيداً عن المستوطنات في الأراضي العربية المحتلة.. كما أن هذه الصورة القاتمة لمنطقة الشرق الأوسط لن تجعلها آمنة للاستثمارات الدولية بل ستؤدي إلى زيادة ضرائب النقل البحري. والذي سوف ينعكس على زيادة سعر الفائدة لصالح شركات التأمين اضافة إلى تأثير سعر صرف العملات وغيرها من مجالات التبادل الاقتصادي.. وهي مشاكل لن تنتهي في وقت قياسي بقدر ما تفتح الباب أمام مرحلة جديدة لشرق أوسط جديد أكثر تعاسة وأكثر تجاذبات!! وتبادل أدوار لأطماع الآخرين واستثمار نتائج التغيير الذي تحول بقوة السلاح الى ملف “التابو” الديني في خطاب مختلف يهدد الدين أولاً ولكنه شعار يستغل عواطف من يطلق عليهم “المستضعفين” في حين أنه استخفاف وتسطيح لعقول أمة تتلاطمها أمواج السياسة والديكتاتورية والتطرف وانكسارات التاريخ والاحباط. وهو ما يؤكد أن حجم كارثة ذلك التغيير الحلم قد اصبح أكثر صعوبة أمام المعالجة بعد أن أزف الوقت!!.

Twitter:@NasserAL_Seheri
 0  0  1288