×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

إلى جنة الخلد يا سعود الفيصل

عامر الشهري
بواسطة : عامر الشهري
ليس من السهل، بل أراه من الصعوبة بمكان الكتابة عن رجل بقامة سعود الفيصل، الوزير المحنك، صديق السياسة، عميد وزراء الخارجية عربياً ودولياً، إذ أمضى ما يقارب 40 عاما، أرهقته الأسفار وأضنته المشكلات والأزمات، لكنه أمام ذلك كله وقف كالجبل في وجه كل التحديات، بل وقف حتى في وجه المرض في السنوات والأشهر الأخيرة حاملا هم الوطن والمواطن.
إلا أن إرادة الله سبحانه نافذة وحكمه لا محالة صائر، فكان الخميس الماضي الثاني والعشرون من شهر رمضان المبارك لعام 1436هـ هو نهاية الأجل وتوقف العطاء لعبقري السياسة وحكيمها، الرجل البسيط حتى في ابتسامته، الرجل الذي لا يختلف عليه اثنين سواء داخل وطننا أو خارجه، رجل المهابة، رجل الصدق والصراحة، ليس كثير الكلام، لكنه إذا تكلم أنصت له العالم.
رحل الأمير سعود الفيصل ـ رحمه الله وغفر له ـ وأعان من خلفه، رحل وفي جنبات وطنه من أقصاه إلى أقصاه حبٌ وشوقٌ وعرفانٌ وتقديرٌ، ولم لا وقد كان سعود الفيصل طوال الفترة التي أمضاها وزيرا للخارجية مخلصاً لدينه ووطنه وقيادته، لم لا وقد كان يحظى بحب أبناء وطنه كبيرهم وصغيرهم، لم لا وحتى وهو في مرضه يسافر ويجول بلدان العالم تفانياً وحباً وتقديرا لبلاد الحرمين الشريفين وأهلها.
رحمك الله يا سعود الفيصل فأنت نموذج وأي نموذج من الأولى والأقدر بكثيرٍ من المسؤولين لدينا أن يحذوا حذوك، فعطاؤك نبراسٌ للأجيال، وإخلاصك مثالٌ يحتذى، وتفانيك مشاعلٌ من نور ستظل تضيء سيرتك، رحمك الله حتى وأنت في فترة النقاهة بعد رحلتك العلاجية حينما كنت في مجلس الشورى تمازح الجميع بأن "تشبه حالتك الصحية بحالة أمتنا اليوم"، وأنت المدرك والمطلع على ما آلت إليه أوضاع الأمة في السنوات الأخيرة. رحمك الله حينما كنت تتحدث في نفس المكان وتخنقك العبرة حزناً على رحيل الملك عبدالله ـ رحمه الله ـ وتمني النفس بأنك كنت في تلك اللحظة في ربوع الوطن. ولو كانت الأماني تتحقق لتمنينا نحن يا سمو الأمير أنك مازلت الآن موجود بين أبناء وطنك تشارك الوطن عيده وأفراحه، لكنها إرادة الله، والحمد لله على قضائه وقدره.

رحيل سعود
ارحل عداك اللوم واشهر وغادر *** مالك مكان إلا على عرش الاذكار
ارحل رحيل أبوك للمجد ثاير *** مكانك التاريخ يابر الابرار
ارحل على هامات الايام طاير *** في موكب الأفلاك بالعز سيار
ياعين اخوك اللي ترد العباير *** حبستها والدمع للعين غدار
يقولها اللي بالمواجيع خابر *** رجلٍ على صكات الايام صابر
(أبيات من قصيدة جميلة للأمير خالد الفيصل يرثي فيها الأمير سعود الفيصل رحمه الله)


بصراحة
ـ ما يحدث في شوارع محافظة تنومة من إصرار على التهاون بإشارة المرور وقطعها عياناً بيانا، وفي كثيرٍ من الأحيان أو في جميعها دون مبرر، أمرٌ مزعج وظاهرة غير حضارية، فضلا عما قد يخلفه مثل هذا الفعل من حوادث مأساوية، والمؤسف أنني رأيت بأم عيني من العمالة الأجنبية من تتجاوز الإشارة الحمراء، والحقيقة لا ألومهم فهذا ما تعلموه من أبناء البلد، ومن أمن العقوبة أساء التصرف يا "مرور تنومة".

خاتمة
نزف التهنئة للوطن وقيادته وشعبه والأمة العربية والإسلامية بحلول عيد الفطر السعيد.. عيدكم مبارك، وكل عام وأنتم بخير.



عامر الشهري
Am_alshry@hotmail.com
بواسطة : عامر الشهري
 0  0  1218