×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

"سعود الفيصل الهَرم الذي سيبقى"

ابو فراج
بواسطة : ابو فراج
في جميع انحاء العالم افتقدت الدبلوماسية العالميه رجل خبير محنك, اجمع العالم كله على تمكنه من عمله في مجال السياسة العالمية وخدمة بلده وبلدان العالم الاسلامي والعربي, وحرصه الشديد على استتباب الامن والسلم العالميين, ونزعته القوية للحلول الوسط في كل ميدان, ومن يتابع تويتر والمغردون من كل دول العالم وبلغات مختلفة, عبروا عن تأثرهم الشديد بفقد عميد الدبلوماسية العالمية طوال اربعون عامًا, هذه الشخصية ذات (الكاريزما) المتفردة في شخصيته واسلوبه وتطلعاته, ولا شك ان تلك هي مدرسة الفيصل رحمه الله التي خرجت لنا عباقره لن ينساهم التاريخ ومنهم هذا الرجل الكبير في اسمه وعمله وسمعته ونهجه, لقد تخالطت المشاعر وامتلئت العبارات والعيون حزنًا بعد رحيل هذا الفارس العظيم ولم يكن ذلك من ابناء وطنه فقط بل من كل انحاء العالم, وبذلك فقدت الدبلوماسية العربيه والعالميه فارسًا نبيلًا ورجلًا شجاعًا, قضى عمره في خدمة الامتين العربيه والاسلامية والسلم العالمي, والدفاع عن قضاياهما الشرعية في كل المحافل والملتقيات الدولية والاقليمية منذ ان تقلد حقيبة الخارجية في عام 1975م وحتى طلب اعفاءة منها في عام 2015م عمل خلالها على ارساء دعائم العمل الدبلوماسي والنهوض بسياسة المملكة الخارجية, وقد برز نشاطه الدبلوماسي في كثير من المواقف الصعبة والمحرجة عالميًا وتصرف فيها بمهنيه عالية الاحتراف والتبصر فكان قدوة في العمل والنهج الدبلوماسي الصريح والمتوازن, وارتبط اسم سعود الفيصل بالدور الاسلامي والعالمي الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في الحفاظ على الامن الاقليمي والعالمي, كما ارتبط بالعديد من الهيئات الدولية الاممية التي تساهم بها المملكة وتدعمها دبلوماسيًا واقتصاديًا.. كما ارتبط اسم سعود الفيصل بالنموذج الراقي للدبلوماسية السعودية في انتقاء الحوارات والبيانات التي تقوم على الهمس الدبلوماسي والصدع بالحق القانوني الدولي للدول المظلومة, كما هو حال السياسة السعودية في كافة الازمات والازمان, كان سعود الفيصل اشبه مايكون برئيس دولة عند الدول الاخرى وهو الذي كان يأتي بالحلول الدبلوماسية الحاسمة من بين نار الصراعات والاحتقانات السياسية بين الدول المتصارعة, كما كان يقود الدبلوماسية الخيره والتطوعية للمملكة العربية السعودية, سعود الفيصل رجل عظيم وهب كل حياته وافنى عمره في خدمة وطنه وامته, وسخر كل جهوده لتقوية الصف العربي والاسلامي, ومن اقواله الشهيرة (لسنا داعاة حرب .. ولكن اذا قرعت طبولها .. فنحن جاهزون لها) وقوله (استميحكم عذرًا ان اكون بينكم وانا لا ازال في طور النقاهه اثراء عملية جراحية كانت حالتي فيها اشبه بحال امتنا) تأثرًا من سموه بما يعانيه العالم العربي من تصدعات وتناحر وانشقاق في الوقت الذي كان يسعى فيه بكل ما اوتي من قوة للم شمل العروبة ورأب تلك التصدعات ولكن المرض لم يمهله لاكمال مسيرته العالمية المشرفه .. فشكرًا لك ايها البطل شكرًا يفوق كل تعبير .. العالم كله يشكرك حياً وميتًا, وهكذا هو ديدن العظماء الذين يخلد التاريخ اسمهم وذكرهم في كل عمل نبيل وانت منهم, نسأل المولى ان يتغمدك بواسع رحمته ويسكنك فسيح جناته ويلهمنا جميعًا الصبر والسلوان ويطرح البركة والخير فيمن بقي بإذن الله..

عقيد (م )/ محمد بن فراج الشهري
alfrrajmf@hotmail.com
بواسطة : ابو فراج
 0  0  961