×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

الرسالة الثالثة والعشرون:الصوم وقاية وعلاج


أخي الصائم , أختي الصائمة ..


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , وبعد :

فإن فوائد الصيام ليست مقصورةً على الجوانب الروحية والنفسية والتعبدية , وإنما له فوائد صحية وجسمية عديدة ينفع الله بها كعلاجٍ لكثيرٍ من الأمراض التي منها على سبيل المثال :

اضطرابات الأمعاء المزمنة , وأمراض القلب , والبول السكري , وزيادة ضغط الدم , والتهاب المفاصل عند أصحاب السُمنة , والتهاب الكُلى وأمراضها , إلى جانب العديد من الفوائد الاخرى كإراحة المعدة والجهاز الهضمي ، والتخفيف من السمنة , وإذهاب البِطنة , وعدم الخمول والكسل , وتنقية الجسم من سموم الأغذية , وتخليص بعض أعضائه من تراكمات الطعام ورواسبه وأملاحه .

لهذا كله فإنه يمكن القول : " إن الصيام للمرضى علاج ، وللأصحاء وقاية " . وهو مفهومٌ نأخذه من هدي الاسلام في الصوم الذي يؤكده القول المأثور : " صوموا تصحوا " ، الذي جُمعت فيه جميع مزايا الصوم التي عرفها الطب قديماً , وتوصل اليها حديثاً ؛ فخيرُ الصيام ما كان جامعاً بين صحة الجسم ونشاط الروح , وما تحقق معه معنى الصيام التعبدي الذي جاء به ديننا الإسلامي الحنيف .

فيا أخي المسلم , ويا أختي المسلمة :

إن ما نراه اليوم من صورٍ مؤلمةٍ , ومظاهر مؤسفةٍ جعلت من شهر الصيام موسماً لتعدد أصناف الطعام ، وتنوع المأكولات التي تُغري الأنسان بالأقبال عليها دون مراعاةٍ للقواعد الصحية السليمة , إنما هو انحرافٌ في المفاهيم التي تكون نتائجها مؤسفةٌ ومؤلمة , لأنها تُرهق البدن ، وتذهب الفكر ، وتقعد بالأعضاء عن أداء نشاطها المعتاد , وتُسبب لها كثيراً من المتاعب والآلام التي تختلف صورها وتتعدد أشكالها . ولنا في قوله صلى الله عليه وسلم : " بحسب ابن آدم لقيماتٍ يقمن صلبه " [ رواه أحمد الترمذي والنسائي وابن ماجه ] .

وفي قول عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) : " إياكم والبِطنة , فإنها ثقلٌ في الحياة , ونَتنٌ في الموت " , خير دليلٍ على ضرورة الإفادة من عبادة الصوم في تعويد أنفسنا على الاقتصاد في المطعم والمشرب , والاهتمام بنوعيته لا بكميته ؛ فخير الطعام لقيماتٌ تقيم الصلب , وتقضي على الجوع , وتنفع البدن ليكون سليماً نشيطاً صحيحاً خالياً من الالام والأوجاع , وتكون له عوناً على أداء العبادات والواجبات .

بارك الله لنا ولكم فيما رزقنا , وجعل لنا من طعامنا وشرابنا عوناً على الطاعة ، إنه سميع مجيب .
 0  0  1186