الرسالة الثانية والعشرون:رمضان شهر الإرادة
أخي الصائم , أختي الصائمة ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , وبعد :
فيقول كاتب إسلامي عن رمضان : " إنه شهر الإرادة , وأدبه أدب الإرادة , وحكمته حكمة الإرادة " . وما ذلك إلا لأنه شهر عبادة ربانية تُخلِصُ النفس البشرية من أسر الشهوات , وتروضُ الغرائز ترويضاً عجيباً حينما تضبطها بضوابط إيمانيه لا قسوة فيها ولا ضعف , فغريزة الجنس تطلب الشهوة , وغريزة الأكل تطلب الطعام والشراب , وغريزة الكلام تطلب إطلاق اللسان بالحديث , وهذه الغرائز وغيرها في النفس البشرية غرائز مسعورة إذا ما أطلق لها الأنسان العنان , وترك لها الحبل على الغارب فلا تكاد تشبع , ولذلك جاء الصيام لتربية الإرادة وليكون ضابطاً مناسباً لهذه الغرائز والشهوات ، فيحولها من غرائز عاتيةٍ مدمرةٍ إلى طاعاتٍ مباركةٍ خيرة , ولذلك قال الشاعر محمد بن علي السنوسي :
فيا أخي الصائم , ويا اختي الصائمة , إن امتناع الصائم عن ملذاته , وكبحه لجماح غرائزه , وتركه لشهواته المباحة وسائر المفطرات في شهر رمضان , قاصداً بذلك طاعة الله سبحانه وامتثال أمره والتقرب إليه جل وعلا , إنما هو تربيةٌ للإرادة ، وتحكُمٍ فيها بدرجةٍ تجعلها سبباً في فوز صاحبها برضوان الله سبحانه في الدارين , وسبيلاً إلى تمتُعِه بنعيم الجنة الخالد , وما فيها من ملذاتٍ لا حصر لها ولا عدد . وهكذا نرى أن تربية الإرادة في نفس المسلم حكمةٌ من حكم هذه العبادة المباركة , ودرسٌ من دروس التربية الإسلامية في هذا الشهر الكريم , ولذلك قال الشاعر :
فلا تترددوا أيها الإخوة في الإفادة من دروس هذا الشهر العظيمة التي تقوي الإرادة , وتكبح الشهوات , وتنظم الحياة , وتهذب الأخلاق .
جعلنا الله وإياكم ممن يمتنعون ليفوزوا , ويتركون ليُحصِّلوا , ويصومون ليُقبلوا , إنه ولي ذلك والقادر عليه ، والحمد لله رب العالمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , وبعد :
فيقول كاتب إسلامي عن رمضان : " إنه شهر الإرادة , وأدبه أدب الإرادة , وحكمته حكمة الإرادة " . وما ذلك إلا لأنه شهر عبادة ربانية تُخلِصُ النفس البشرية من أسر الشهوات , وتروضُ الغرائز ترويضاً عجيباً حينما تضبطها بضوابط إيمانيه لا قسوة فيها ولا ضعف , فغريزة الجنس تطلب الشهوة , وغريزة الأكل تطلب الطعام والشراب , وغريزة الكلام تطلب إطلاق اللسان بالحديث , وهذه الغرائز وغيرها في النفس البشرية غرائز مسعورة إذا ما أطلق لها الأنسان العنان , وترك لها الحبل على الغارب فلا تكاد تشبع , ولذلك جاء الصيام لتربية الإرادة وليكون ضابطاً مناسباً لهذه الغرائز والشهوات ، فيحولها من غرائز عاتيةٍ مدمرةٍ إلى طاعاتٍ مباركةٍ خيرة , ولذلك قال الشاعر محمد بن علي السنوسي :
رمضان يا شهر الضيــــاء=الحـــــــر من أسر الظلام
أطلق بأضواء الهُـــــــــدى=أســـر النفوسِ من الحُطام
أطلق بأضواء الهُـــــــــدى=أســـر النفوسِ من الحُطام
فيا أخي الصائم , ويا اختي الصائمة , إن امتناع الصائم عن ملذاته , وكبحه لجماح غرائزه , وتركه لشهواته المباحة وسائر المفطرات في شهر رمضان , قاصداً بذلك طاعة الله سبحانه وامتثال أمره والتقرب إليه جل وعلا , إنما هو تربيةٌ للإرادة ، وتحكُمٍ فيها بدرجةٍ تجعلها سبباً في فوز صاحبها برضوان الله سبحانه في الدارين , وسبيلاً إلى تمتُعِه بنعيم الجنة الخالد , وما فيها من ملذاتٍ لا حصر لها ولا عدد . وهكذا نرى أن تربية الإرادة في نفس المسلم حكمةٌ من حكم هذه العبادة المباركة , ودرسٌ من دروس التربية الإسلامية في هذا الشهر الكريم , ولذلك قال الشاعر :
إذا لم يكن للصوم مني تصــون=وفي بصري غضٌ وفي قولي صمتُ
إذن من صومي الجوع والظمــأ=وإن قلتُ إني صمتُ يوماً فما صُمـتُ
إذن من صومي الجوع والظمــأ=وإن قلتُ إني صمتُ يوماً فما صُمـتُ
فلا تترددوا أيها الإخوة في الإفادة من دروس هذا الشهر العظيمة التي تقوي الإرادة , وتكبح الشهوات , وتنظم الحياة , وتهذب الأخلاق .
جعلنا الله وإياكم ممن يمتنعون ليفوزوا , ويتركون ليُحصِّلوا , ويصومون ليُقبلوا , إنه ولي ذلك والقادر عليه ، والحمد لله رب العالمين.