×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

الرسالة الواحدة والعشرون:ليل رمضان والتربية

أخي الصائم , أختي الصائمة ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , وبعد :

ففي ليل رمضان نوعان من التربية للفرد المسلم وهما :

= النوع الأول : تربية روحيه تتمثل في مناجاة الله سبحانه والخلوة معه جل في عُلاه , عندما يقف العبد بين يدي مولاه العظيم لصلاة التراويح أو القيام خاشعاً داعياً مستغفراً ذاكراً الله سبحانه ، متضرعاً إليه ، سائلاً عفوه ، راجياً مغفرته , وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم :

" من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه " [ متفق عليه ] . فقيام رمضان أُنسٌ ومحبةٌ وطاعةٌ وشوق , والقيام يقوي صلة العبد وإيمانه بربه , كما أنه يطرد النفاق من النفس البشرية لما فيه من إحياءٍ للقلوب المؤمنة , وطمأنينةٍ للعيون الخائفة , قال الشاعر :
عُبادُ ليلٍ إذا جَـنّ الظــلام بهم=كم عــابدٍ دمعُـــــهُ في الخد أجراه

= النوع الثاني : تربيةٌ جسميةٌ تتمثل في وقوف المصلي وجلوسه , وركوعه وسجوده . كل ذلك من شأنه أن يُنشِّط الدورة الدموية للجسم , ويُنقيه من الأخلاط الرديئة , ويُحرك العضلات , فيكون ذلك بمثابة التمرين الرياضي الذي يُفيد الجسم ويطرد عنه الداء بإذن الله تعالى.

ومن المناسب أن نذكر أن هناك أوضاعاً معينةً لبعض العضلات في جسم الأنسان لا يمكن ان تشكل إلا في الصلاة ما بين ركوعٍ وسجودٍ وجلوسٍ وقيام .

فيا أخي الصائم ويا أختي الصائمة :

لاشك أن المسلم عندما يصوم نهار رمضان ويقوم ليله ؛ فإنما يؤلف بين شهر رمضان المبارك وبين القران الكريم ؛ فيعيش حالاً مرتحلاً مع القرآن الكريم , وما أجمل أن نرى المساجد قد اكتظت بالمصلين ما بين واقفٍ وجالسٍ ، وراكعٍ وساجد وتالٍ وقارئ !!

وفقنا الله وإياكم إلى قيام شهر رمضان وتلاوة القرآن الكريم , وتدبر الآيات البينات ، وعمل الصالحات والطاعات , والفوز بالجنة والنجاة من النار . وصلى الله وسلم على محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين .
 0  0  1122