×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

التاريخ الأدبي والسياسي بين الحقيقة والأهواء

التاريخ كنز للأمم يعرف به ماضيها وحضارتها وهو رساله الأجيال الماضيه للحاضر . ونقله والمحافظة عليه واجب على كل باحث والآمانة والصدق في النقل والتأليف أهم ما يجب ان يتميز به المؤرخ والمهتم بهذا العلم .
ومما يندى له الجبين انه كان هناك مكتبات من أعظم المكتبات التي جمعت بين رفوفها انفس الكتب في شتى المجالات الا وهي مكتبة دار الحكمة ببغداد والتي احرقها المغول ومكتبة قرطبة بالأندلس التي احرقها الصليبيون ومكتبة بني عمار في القرن العاشر الميلادي في طرابلس بسورية والذي قدر شوشتري في كتابه «مختصر الثقافة الإسلامية» مقتنياتها بثلاثة ملايين كتاب .ففقد العالم الاسلامي كنز لايقدر بثمن واختفت بهذه الأفعال جٌل مؤلفات العرب ومخطوطاتها الا ماتدري منها او نقل الى دول ومتاحف عالمية .
أن العلماء المسلمين كانت لهم اليد الاولى في بناء ثقافات أمم كثيرة ومؤلفاتهم أُخذت وتُرجمت إلى عدة لغات وطور المقتبسون لها ما وجدوه بها . ولكنها لدى مثقفين العرب أصبحت مؤلفاتهم فقط نسخ ولصق ثم طباعة فبيع . إذ أنهم أفرغوا محتويات السابقون إلى كتب جديدة بغلاف جذّاب ولم يكن للتحقيق إلا القليل منها .
أن محب التاريخ وعلومه يقف حيراناً بين هل هذه حقيقة التاريخ أم أنه أصابه تزوير وتحريف بحسب الأهواء أو لدوافع قبلية أو طائفية أو غيرها من الأسباب والتي أزالت حقائق تاريخه وشوّهت بعض ما ظهر منها.
فالحجّاج بن يوسف الثقفي الوقائع تقول أن أعظم الفتوحات الاسلامية هو من جهّز جيوشها حتى بلغت الصين . ثم تأتي كتب التاريخ لتشوه هذا التاريخ الناصع بطائفية عمياء أساءت له ولتاريخ إسلامي كبير .
هناك فرق بين ما يدرّس من تاريخ وبين ما يظهر في الواقع وعبر بعض القصاصات القديمة فمن ياترى استباح التزوير في هذا العلم وشوهه ؟؟!!.
في الأدب العربي ظهر الشاعر الشنفري والذي ينسب إلى الأزد ، والأزد كما ذكر ياقوت أنها تنقسم إلى أربعة أقسام. أزد شنوءة، وأزد السراة، وأزد عمان، وأزذ غسَّان ، إذاً من أيّ الأزد هو الشنفري ، ويذكر النسّابون أن القبائل التي تنتسب إلى الأزد افترقت على نيّف وعشرون قبيلة . هنا لا أكذّب مؤلف نسب الشنفري إلى دياره أو قبيلته ولكن الشنفري من القلائل الذين لم تصل أخبارهم بدقة وبعض ماقيل عنه يعتبر من الأساطير والروايات التي كان يتسلى بها الرواة قديما فشابها كثيرا من الخرافة والابتداع في سيرته …لم أصل الى القليل من مستوى الباحثين وعلمهم ولكن كل فئة تنسب هذا العَلم لها فحيروا العقل في التصديق .
خلال بحثي السريع وجدت من نسبه الى زهران ومن نسبة الى باللسمر وهكذا صنع كل مؤلف من قبائل الازد، وأخيراً ظهر انه من تنومة فأي الروايات أصح .
الحقيقة ان تاريخنا الأدبي والسياسي يخضع للأهواء لا للحقيقة .فكم من شنفري لدينا..
 0  0  926