×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

بدون زعل (نقد وليس انتقاد)

ليس كل عمل يكون كاملا لكنه ينبغي ان يكون أقرب الى الكمال متى ما توفرت له كل مقوماته من دراسة علمية وفنية ومعرفية وافية وقبل ذلك ان تكون فكرته قابلة للتنفيذ ومناسبة للزمان والمكان وموافقة للبيئة والمجتمع ثم بعد ذلك الجهاز التنفيذي من فنيين وإداريين ومشرفين وبالتأكيد الامكانات بكل اشكالها متوفرة وهذا كله أحسبه متوفر لدى بلدية تنومه .
واسقط هذه المقدمة على المجسمات التي نفذتها بلدية تنومه وهو عمل مشكور مأجور لكن هذه المجسمات من خلال الشكل الجمالي لم تكن موفقة الى حد ما لأنها في اعتقادي لم تنطلق من قاعدة علمية معبرة عن حال البيئة وليس فيها عبق التاريخ والتراث بل مجسم جامد ليست فيه لمسة الحداثة والتجديد ورمزيته محدودة أضف إلى ذلك أن المجسم لا يتناسب في حجمه مع المكان ومع عناصر بنائه الفنية والجمالية وخذ مثلا مجسم الساعة الذي وضع عند مدخل سوق السبت فالساعة محدودة الرؤيا فلا يستفيد منها إلا عدد قليل من المارة وهي أيضا محدودة الجمال و رمزيتها محدودة أيضا وكان الأولى أن تكون أكثر ارتفاعا وأماناً من العبث والعطب وتشاهد من على بعد وأن تحاط بدائرة مزروعة ولو كانت محدودة المساحة وكذلك المجسم المقام عند مدخل كلية العلوم والآداب اقل ما يقال عنه انه بدائي جدا ولا يتناسب مع الكلية من الشكل المتواضع جدا وكان أجمل لو ارتفع عن الارض بما لا يقل عن 5 أمتار ويعلوه شعار الجامعة وتكون الدائرة المحيطة بقاعدته لا يقل قطرها عن 30 مترا وتزرع (بالأنجيلة) وبعض الزهور وكم هو جميل لو كان مثلث المدخل مغطى (بالانجيلة) وبعض الزهور ليعطي ابهارا للزائر وعابري السبيل ويوحي بعظمة ومكانة الكلية العلمية والفكرية .
ثم إن اختيار المواقع لهذه المجسمات جانبه الصواب في بعض الأماكن بالإضافة الى أن طبيعة المكان لم تحظى بالاهتمام الجمالي أيضا وكان المفروض أن تكون الدائرة المحيطة بالمجسم تتسع حسب سعة المكان وإن تزرع بالأنجيلة وبعض الزهور ذات العمر الطويل نسبيا وحتى لو وضع المجسم على مرتفع صخري ينبغي أن ينال هذا المرتفع كثير من الاهتمام بإضافة مسحة جمالية عليه وأن تتوفر بعض المقاعد في هذه الدوائر التي تلتف حول المجسم إذا سمح المكان بذلك .
الحدائق..لقد كان لبلدية تنومه قصب السبق في هذا المجال وتحظى بلمسات فنية وجمالية كبيرة لكن المأخذ عدم توفر المرافق الخدمية في بعض الحدائق وحمايتها ويلاحظ أن الاهتمام بالصيانة المستمرة لم يرقى الى المستوى المطلوب بالإضافة الى ضعف النظافة وقلة العمالة وندرة الإشراف والمتابعة لأن هذه المواقع يرتادها العامة بكل أطيافهم وثقافاتهم المختلفة بصفة مستدامة وبعض مرتادي هذه الحدائق العامة عابثين ويجب الأخذ على أيديهم من الجهات المعنية .
وقبل الختام اقترح على سعادة رئس البلدية ورئيس المجلس البلدي وفقهما الله أن تلزم المحلات التجارية والمطاعم ومحطات الوقود بنظافة منطقتها حتى تتمكن البلدية من رفع درجة النظافة في المواقع العامة .

وفي الختام فالمصلحة العامة هي الهدف الرئيس مع تمنياتي ودعواتي للجميع بالتوفيق والنجاح وكل عام ووطننا وقيادتنا وشعبنا بخير وأمن وسلام والحمد لله رب العالمين .
 0  0  1809