×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

الرسالة العاشرة:رمضان وصيام الصغار

أخي الصائم .. أختي الصائمة ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :

فإن الله سبحانه يقول على لسان الصالحين من الآباء والأُمهات : } رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ { ( سورة الفرقان : 74 ).

ومن هنا فإن علينا جميعاً أن نُحسن استثمار شهر رمضان المبارك في تربية الأطفال الصغار على فريضة الصيام , وتعويدهم على أداء هذه العبادة ولو من باب التنافس فيما بينهم ، والحرص على تشجيعهم متى تمكنوا من ذلك بالهدايا والمكافآت ونحو ذلك .

وإذا كان من طبيعة الأطفال وفطرتهم أنهم يميلون ميلاً فطرياً إلى تقليد الكبار , ومحاولة القيام بما يقومون به , فإن من أعظم الدروس في هذا الشهر أن يُشجعوا على الصيام -كلٌ على قدر استطاعته -، وأن يُدرّبوا على احترام قدسية هذا الشهر , ومعرفة منزلته في النفوس .

ولعل من أكبر العوامل المساعدة على ذلك أن بيئتهم المنزلية والاجتماعية المحيطة بهم في أيام هذا الشهر ولياليه تدعوهم الى ذلك , وتساعدهم على أداء الصيام دونما إكراهٍ أو إجبار .

من هنا كان لزاماً على كل مسلم أن يعلم أن أطفاله ليسوا سوى ودائع عنده , وأنه سيُسأل عنهم يوم العرض والحساب , قال تعالى : } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ { (سورة التحريم : 6 ). فعلى كل أبوين أن يتقيا الله سبحانه في أولادهما , وأن يُحسنا تربيتهم وتوجيههم ومراقبتهم في مختلف مراحل أعمارهم , وأن يُحصِّنوهم بكتاب الله تعالى وسنة رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) , وتأديبهم بالآداب الاسلامية الفاضلة , وعدم إهمالهم أو الغفلة عنهم بحجة الانشغال وكثرة الأعمال .

قال الشاعر :
وينشأ ناشئ الفتيان منا=على ما كان عوده أبوه

فيا أيها الصائمون , اتخذوا من شهر رمضان فرصةً لتدريب أطفالكم على صالح الأعمال ، وتعويدهم على الصيام والقيام , وزيارة الأقارب والأصدقاء , ومد يد العون والمساعدة للمساكين والفقراء , وتفقد أحوال الجيران ، إلى غير ذلك من الدروس التربوية الرمضانية التي يكونون في هذا الشهر مهيئين تماماً لتعلُمِها والتدرُّب عليها , والحذر الحذر من تركهم يقضون جل وقتهم باللعب والعبث واللهو الذي لا نفع منه ولا فائدة .

والله نسأل أن يُصلح لنا ولكم الذُريّة ، وأن يهب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين , إنه هو العلي القدير .
 0  0  1644