×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

الرسالة الثامنة:رمضان شهر الأخلاق

أخي الصائم .. أختي الصائمة ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :

فإن الأخلاق الحسنة أحد الجوانب المهمة في كيان أُمتنا الإسلامية ؛ لأنها بمثابة محور الارتكاز ، ومركز الدائرة ، وحجر الزاوية ، والعنصر الفاعل في حياتها . ولذلك فقد اعتنى الإسلام بالتربية الأخلاقية عنايةً فائقة ، وصلت عند معلم الأُمة صلى الله عليه وسلم أن وصفه ربه جل وعلا بقوله : } وإنك لعلى خُلقٍ عظيم { ( سورة القلم : 4 ) .

ومن هنا فإن علينا في هذا الشهر المبارك أن نستفيد من الوازع الأخلاقي الداعي إلى الاستقامة وإصلاح النفس وتزكيتها ، والسمو بها عن النقائص ، لترتفع عالياً فتحظى برضوان الله سبحانه . وفي هذا تربيةٌ إسلاميةٌ على الإحسان والصبر والحلم وقوة الإرادة والتسامُح والعفو والعظة والعبرة والمساواة ، والعودة إلى الله تعالى والإنابة إليه سبحانه ، والبذل والعطاء والصدقة وحُسن المعاشرة والرحمة والعطف والرفق وحُب الأخرين والأمانة وغير ها من محاسن الأعمال وفضائل الأخلاق . قال ( صلى الله عليه وسلم ) : " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " ( رواه البخاري ) .

وهذا فيه درسٌ تربويٌ ينهى المسلم عن صيام شهر رمضان بتوجُعٍ وتحسُرٍ ، ويُحذر من ذلك السلوك الأخلاقي المشين الذي يورث الحرج في النفوس ، والضيق في الصدور ، فيكون أصحابه - والعياذ بالله – حمقى ، سريعي السخط ، يغضبون لأتفه الأسباب ، وتثور ثائرتهم بحجة أنهم صائمون فقط ؛ فالله الله يا إخوة الإسلام من الصائمين والصائمات في حُسن الخُلق قولاً وعملاً . قال الشاعر :
بمكارم الأخلاق كُن مُتخلقاً=ليفوح مسكُ ثنائك العَطر الشذي

وقال آخر :
وكن حسن السجايا وذا حياءٍ=طليق الوجه لا شَكِساً غضوبا

وكم هو مؤسفٌ أن نرى ونسمع بعض الصائمين الذين يتخذون من صيامهم مبُرراً للخصام واللجج بُحجة أن الصوم يؤدي إلى سرعة الانفعال وفراغ الصبر ، وعدم القدرة على التحمل ، ناسين أو مُتناسين أن في ذلك قلباً لحقائق الأمور ؛ فالصيام عبادةٌ تُربي الفرد على الصبر ، وقوة التحمل ، والقُدرة على التحكّم في نزوات النفس وضبط انفعالاتها .

فيا أخي الصائم ، ويا أُختي الصائمة :

هلاّ تذكّرنا جميعاً حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذي يقول فيه : " إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل ، فإن سابه أحدٌ فليقل : إني أمرؤٌ صائم " ( أخرجه الشيخان ) .

جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، إنه سميعٌ مجيب .
 0  0  1738