×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

الرسالة الأولى :مرحباً بشهر الصيام

أخي الصائم .. أختي الصائمة ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فما من شكٍ في أن لشهر رمضان المبارك الكثير من المعاني الجليلة ، والذكريات الجميلة في نفوس المسلمين جميعاً ؛ لأنه سيد الشهور الذي تُعد أيامه أحلى الأيام ، ولياليه أبرك الليالي ، وساعاته أجمل الساعات. قال الشاعر :
مرحباً أهلاً وسهلاً بالصيام=يـــا حبـيـباً زارنا في كـل عـام
قــد لقـــينـاك بحُـبٍ مفــعــمٍ=كُل حُبٍ في سوى المولى حرام
وليس هذا فحسب ؛ فشهر رمضان موسمٌ لجميع أبناء الأُمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها الذين يستقبلونه ويحتفون به ، ويتفقون جميعاً فيه على أداء عباداتٍ معينةٍ وفرائض مخصصةٍ قد لا تكون مجالاً للتنافس فيما بينهم إلاّ في أيامه الكريمة ولياليه المباركة ، قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) ( سورة البقرة : 183 ).
فالعباد يصومون نهاره ويقومون ليله ، ويعمرونه بالذكر وتلاوة القرآن الكريم ، ويكثرون فيه من النوافل ، ويبذلون فيه من الصدقات ما لا يبذلونه في غيره من الشهور . وكل ذلك طلباً للرحمة وطمعاً في العفو والغفران من العظيم المنّان . قال تعالى : ( يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا) ( المائدة : من الآية 2 ) .
فيا إخوة الإسلام ، هل لنا أن نربي أنفسنا جميعاً ونُعدها لاستقبال هذه المناسبة الإسلامية العظيمة ؟!
وهل لنا أن نستثمر أيام هذا الشهر ولياليه في الإقبال على رب العباد سبحانه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه ؟!
إن هذا الأمر سهلٌ وميسورٌ في هذا الشهر الكريم الذي تُصفد فيه مردة الجن ، وتُسلسل الشياطين ، وتُفتح فيه أبواب الجنة ، وتُغلّق أبواب النار ، فما على المسلم إلاّ أن يعزم على بدء صفحةٍ جديدةٍ في حياته لا يُسيطر عليها إلاّ عمل الطاعات والإكثار من الصالحات .
والله نسأل كما بلغنا وإياكم شهر رمضان أن يجعلنا ممن يصومه ويقومه إيماناً واحتساباً ، وأن نكون من عتقاء هذا الشهر الكريم ، وأن يوفقنا لأعمال الخير في أيامه ولياليه ، والحمد لله رب العالمين .
 0  0  1558