تويتر والفيسبوك افسد حياتنا
إذا كان لأجهزة التواصل والاتصال فوائد فنحن لا ننكر ذلك عندما تستخدم بترشيد منطقي لجعلها عوامل مساعدة وليست رئيسية في حياتنا العامة والخاصة, ولكن الحاصل الآن هو العكس تماما فقد أجرت جامعة ( سالفورد ) البريطانية قبل عدة أشهر مسحا صغيرا حول رأي الناس في الإعلام الاجتماعي, وكانت النتائج مغايرة لكل التوقعات, فقد أكد أكثر من 300 شخص شاركوا في الدراسة أن تويتر وفيسبوك قد غيرا حياتهم إلى الأسوأ, منذ أن دخلوا هذين الموقعين وأدخلوهما إلى حياتهم بشكل يومي, فقد بين هؤلاء أنهم بدؤوا يشعرون بالإحباط خاصة عندما يقارنون إنجازاتهم الحياتية بإنجازات أصدقائهم, بل وبيّنوا أيضا أنهم يواجهون مشكلات عديدة في النوم والاسترخاء ويزداد توترهم إن عجزوا في الدخول إلى هذين الموقعين! وبيّنت الدراسة أيضا أن التكنولوجيا الحديثة تؤدي إلى زيادة حدة التوتر والعزلة خاصة للأشخاص الذين لديهم توترات في حياتهم, وبيّن المشتركون في هذه الدراسة أن هذين الموقعين قد زادوا من انعزالهم عن الأهل والأصدقاء الحقيقيين لأنهم يقضون فترات زمنية أطوال في العالم الافتراضي. وهذه مصيبة التكنولوجيا الحديثة عندما يساء استخدامها, لقد أصبحت في مجتمعاتنا مشكلة العصر فلا تشاهد صبي أو فتاة أو صغير أو كبير إلا وفي يده وإذنه وأمام عينيه ما يشغله من هذه الأجهزة ولو سألته أو طلبته أو كلمته لا يجيبك لأنه في عالم آخر, والأب أصبح يدخل على أولاده وأهله في بيته فيجد كل واحد منهم قابع في زاوية منكب على هذه الأجهزة لا سامح الله من ورّدها وصنعها حتى وإن كانت مفيدة.. لقد افتقدنا كثير من القيم والشيم وأصبحت وسائل للشتم ونقل المعلومات المغلوطة وبث الشائعات وسحب الناشئة إلى بؤر الصراع والحروب والدمار في ظل إهمال وانشغال الآباء والأمهات عن أبنائهم وعدم متابعتهم ومعرفة توجهاتهم وهذه مصيبة أخرى لا تقل عن مصيبة المخدرات وعصابات الشر والباحثين عن دمار الشباب.. أصبحت هذه الوسائل تمثل خطرا كبيرا على المجتمعات المسلمة المسالمة, رأينا نتائجها في كثير من الحوادث الأمنية التي حصلت في المملكة وفي غيرها من الدول ولا بد من ترشيد هذه الوسائل وعدم تركها بهذه السهولة في أيدي الصغار قبل الكبار وعلى الآباء والأمهات أن يتوقفوا عن توفيرها لمن هم في سن لا يدرك ماذا يعمل وتضع العالم بين يديه وجميع المصائب في هذا الجهاز؟؟ بعد أن يتمكن الناشئة من هذه الأجهزة لن يستطيع أحد إبعادهم عنها, وكم سببت من خراب ودمار البيوت وتفكيك الروابط الأسرية وسرقة الوقت في مالا يفيد حتى النساء الكبيرات أصبن بالإدمان على هذه الأجهزة طوال اليوم فترى الجهاز معلقا بها حتى في المطبخ ولا تسير إلا به ولا تنام إلا به, إنها مصيبة وأيّما مصيبة ولذلك ترهلن في البيوت وأهملن واجباتهن وحياتهن وأصبحت أوزانهن خرافية,, انتشرت السمنة والأمراض بسبب الجلوس والتقوقع خلف هذه الأجهزة وكذلك القنوات التي تعد بالآلاف تجلس المرأة أمامها لتستعرضها كلها صباح مساء.. يالهول المنظر ويالهول المآل.. علينا أن نعيد النظر في طريقة استخدامنا لكافة أجهزة التواصل وأنا أعتبرها أجهزة تقاطع وفروعها وجميع ابتكاراتها وأن نرشد استخدامها لما يصلح فقط وللحاجة والضرورة وليس لقتل الوقت والأخلاق والفضيلة ونتعامى عما تسببه من كوارث ليس لها نهاية والله الهادي إلى سواء السبيل..
عقيد (م )/ محمد بن فراج الشهري
alfrrajmf@hotmail.com
عقيد (م )/ محمد بن فراج الشهري
alfrrajmf@hotmail.com