×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

ليلة أمن خير من الدنيا

ليلة أمس خيم الرعب على قريتي الصغيرة بعد صلاة المغرب مباشرة .
فقد أنزل صاحب سيارة مجموعة من الأشخاص المجهولين خلف المسجد القريب من منزلي ؛
انتفض جماعة المسجد شجاعة بداية الأمر ونهض بعضهم للتحقق من الأمر ، فإذا بهم ثلاثة أشخاص وقد تحصنوا في منطقة مظلمة مخيفة.

قال أحد جماعة المسجد : رأيت أحدهم يحمل سلاحا !!
لا أخفيكم القول لقد كان هذا الحديث ومشهد تنقلهم أمام أعيننا مع حلول الظلام أشبه بفلم رعب .

بدأ القلق يجتاح قلوبنا خصوصا بعد أن حاولنا استدراجهم لنعرف مايريدون ، ولا نسمع الا صفيرا وتصفيقا لهم .
قرر جماعة المسجد إدخال أطفالهم للمنازل واغلاق الأبواب ، وإعلان حالة الطواري والتحذير من الخروج من البيوت .
بدأنا نتحدث مع بعضنا هل ننتظر عند المسجد حتى تحين صلاة العشاء ؟ أم نصليها في بيوتنا ؟ ثم قال شخص آخر : أما صلاة الفجر فأنصحكم أن تصلوها في رحالكم !
أصبحنا نسير بالقرب من بعضنا ، كل واحد منا ينظر في جميع الاتجاهات بشكل لا إرادي .

عندما أيقنا بالخطر وأن الأمر بدأ يأخذ طابع الجد ، اتصلنا على الشرطة ؛ عندما وصلت الدورية شعرنا عند رؤيتهم بالأمان والراحة والاستقرار ، مع علمنا أن الله هو خير حافظا .
رحلت بي الذاكرة في غمرة الحدث إلى فضل نعمة الأمن ومانعيشه في بلدنا من نعيم لا يعلمه إلا الله.
أحبتي الكرام لا يعرف فضائل الأمن إلا من اكتوى بنار الخوف والرعب والفوضى والتشريد والغربة ، انظروا للدول من حولنا ، واسألوا الغريب عن وطنه واسألوا المشرد عن أهله، وشاهدوا بعين الشكر والبصيرة ما تنقله إلينا وسائل الإعلام من حولنا ، تجتاحهم الفتن والحروب ، ويحيط بهم الخوف والرعب والجوع واليأس والقلق والسلب والنهب في فوضى عارمة وغابة موحشة.

اللهم ارزقنا شكر نعمتك واحفظ علينا ديننا وأمننا ووطننا ، واكفنا شر الأشرار وكيد الفجّاز .

أ. عبدالله بن حسن الشهري
المشرف التربوي بتعليم النماص
 0  0  1337