×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

إيران "تسيّس" الرياضة و "تجيّش" الجماهير

لم تتوقف الاستفزازات التي يمارسها الإيرانيون عند حدٍّ معين، ولم نَرَ أي ردة فعل تذكر من الاتحاد الإيراني، كما لم تكن هناك أي ردود أفعال من أي من الاتحاد الآسيوي ولا الدولي الذين أخذا موقف المتفرج بعد أحداث لقاء الهلال السعودي وبيروزي الإيراني الأخيرة في ذهاب دور الـ16 لبطولة دوري أبطال آسيا لكرة القدم في طهران.

التحريض الإيراني على السعودية لم يقف عند الساحة السياسة، بل انتقل إلى ساحات الملاعب، ولم يجد الجمهور الإيراني من يردعه، ولم تتورع الصحف الإيرانية عن الإسادة للمملكة العربية السعودية بعيداً عن الروح الرياضية، حيث وصل الأمر للمطالبة بذبح فريق الهلال السعودي في طهران، ونشرت صحيفة “بيروزي” عناوين حاقدة لاتمت إلي الرياضة ولا إلى الصحافة بأي معنى.. منها: “ذبح فريق الهلال السعودي في طهران الليلة.. حلال”.

لغة القتل، والتحريض عليه، هي ماأصبحت تجيده الصحافة الإيرانية وخاصة الرياضية منها، بعد أن عكس النظام الإيراني لشعبه تلك الصورة السيئة عن المملكة، وسمح للصحافة أن تهبط إلى المكان الأسوأ للنيل من السعوديون على اختلاف اهتماماتهم، ومواقعهم، وهو ما تسبب باستياء كبير جداً ليس للمجتمع الرياضي السعودي فحسب، بل لكل السعوديين في جميع آنحاء العالم، بعد أن نال الجمهور الإيراني من رموز هذه البلاد وقياداتها، ورفع المشجعون الإيرانيون لافتات طائفية معادية للسعودية ومهينة للعاهل السعودي، واستخدموا كل أنواع الشتائم بحق المملكة العربية السعودية ومن خلال مكبرات الصوت.

ماتقوم به إيران من “تسييس” للرياضة و “تجييش” للجماهير واستغلال لـ”التحكيم” للإساءة للملكة العربية السعودية بعد أن حوّل الإيرانيون الرياضة في بلادهم إلى منبر سياسي يؤثر على الرأي العام الداخلي، ويعكس ماوصل إليه الحرس الثوري الإيراني من استغلال للجماهير لتسويق شعاراته الطائفية التحريضية ضد الدول العربية التي ضايقت طهران بوقوفها ضد مشروعها التوسعي بالمنطقة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، لم يقابله موقف حاسم شجاع من الاتحاد الدولي لكرة القدم، ولا الاتحاد الآسيوي أيضاً، ولازلت أستغرب ضعف ردة الفعل للاتحاد السعودي لكرة القدم، وسوء تعامل الاتحاد الآسيوي “المستمر” مع تلك الأحداث.

لايكفينا أن يتقدم نادي الهلال بمذكرة احتجاجية لمراقب مباراة فريقه أمام بيروزي الإيراني حول الشعارات السياسية التي رفعها الجماهير في المدرجات، وتكرار رمي القوارير تجاه لاعبي الهلال خلال مجريات اللقاء، وقرارات الحكم ومساعديه، لنستجدي من جديد عطف الاتحاد الآسيوي الذي أدار ظهره لمثل هذه الاحتجاجات مرات عديدة.

نعم.. لن نقبل بذلك، ولابد أن يكون للاتحاد السعودي موقف صارمٌ حازمٌ يتّسق مع هيبة المملكة ومكانتها، ويؤكد أن كرامة ومكانة هذه البلاد أهم وأجلُّ من ألف بطولة، فلم نكن ننتظر من اتحادنا العزيز أقل من إعلان الانسحاب من البطولة والاحتجاج على الـ”فيفا” مباشرة، وتحميلها مسؤلية كل “عنجهيات” الاتحاد الإيراني، ليكن الجزاء أقوى، والحساب أشد من استجداء تحرك الاتحاد الآسيوي الذي يدير ظهره إلا من بعض الابتسامات الصفراء من مسؤليه، والتي لاتسمن ولا تغني من جوع، فالانسحاب هنا قوّة وليست ضعفاً، والقوّة من أهم صفاة المؤمن، فلنكن مؤمنين بحقوقنا، ولا نجبن أمام المطالبة بها، وبكل قوه.

تغريده: الأسبوع القادم نستضيف الإيرانيون في لقائين مع الهلال والأهلي، ولن نعاملهم بالمثل، وسيكونون “ضيوفاً” لا “أعداء”.
 0  0  868