إنه المعلم الذي يترقب التبجيلا
دفتر تحضير.. سبورة.. قلم أحمر.. أعمال السنة.. راسب.. ناجح !!! مؤكد أن ذاكرتكم استعادة أشكال ومعاني وقصص هذه المصطلحات؟ ومؤكد أيضاً أن مخيلتكم استعادت صورة الشخص الذي لم يزل حتى اليوم غارقاً فيها، إنه المعلم !!! أول شخص تترك بين يديه طفلك من دون أن تكون أنت برفقته ومن دون أن يساورك أدنى ذرة من قلق عليه أو قشة من خوف، أنه المعلم الذي يمضي طفلك معظم وقته معه وربما أكثر مما يمضيه معك، المستودع الآمن لأسرار طفلك وهواجسه وآماله، جليس طفلك لأكثر من سبع ساعات يومياً، قنطرة طفلك الآمنة نحو معرفة الله والحياة والوجود، نافذته على الفضيلة والخير والطمأنينة، عكازه عند الفشل والإحباط، وجبيرته مع كل انكسار، حينما ينجح لأول مرة في الإمساك بالقلم يقول له أحسنت.. وحينما يحفظ الآية الأولى والأنشودة الأولى يقول له أحسنت.. وحينما يرسم الوردة الأولى.. ويتقن المهارة الأولى.. ويفوز في اللعبة الأولى.. ويقف مخاطباً زملاءه للمرة الأولى ويكتب قصته الأولى.. ويلقي قصيدة الأولى يقول له أحسنت!! وحتى حينما يخفق لا يقول له سوى أحسنت لأنك قد حاولت.. وأحسنت لأنك تحاول...
المعلم يا حضرة المسؤول قلبك الآخر على فلذة كبدك فأنت أب بالدرجة الأولى قبل أن تكوم مسؤولاً.. وعينك الثالثة التي ترعاه حينما تنشغل.. الطرف الوحيد الذي يستلم بكل الحب زمام التربية عنك .. القارئ الآخر لتعبيرات وجه ابنك.. الحافظ لكل تقلبات ملامحه !! أول من يعلم إن كان هذا الصباح على ما يرام أم لا ؟ وأكثر من يدرك دوماً إن كان قد بات ليلته السابقة سعيداً أم لا ؟ حزيناً أم لا ؟ ساهراً قلقاً متوتراً أم لا ؟ وأحرص من يسأله دوماً عن وجعه وقلقه وأحلامه ويتكتم على كل إجاباته وأسراره ومخاوفه.
إنه المعلم يا معشر السادة أصحاب القرار، يا من بأيديكم اعتماد إجراءات تبجيله كما تنص عليه الحكمة القديمة " قف للمعلم وفه التبجيلا " ، إنه الأمين على العقول وليس مجرد ذلك الموظف.. إذ كيف لشخص مهنته اليومية التعاطي مع أنفاس الأجيال وأرواحهم وهذيانهم وأفكارهم وهواجسهم وانفعالاتهم أن يقال عنه أنه مجرد موظف؟ بل المستشار والجليس والمستمع والمدرب والمتحدث وقبل كل ذلك الأب الميداني والوجداني والإنساني في غياب الآباء والأمهات والأسر ، وهو من يؤدي كل تلك المهام واقفاً على قدميه بمعدل ٤ ساعات يومياً وابتسامته دائماً حاضرة وإن اضطر لتصنعها، واقفاً بمثالية فائقة ولا خيار له متاح غير ذلك، وهو الذي إن تكلم فعليه أن يتكلم بمثالية فائقة ولا خيار له متاح غير ذلك.. كذلك إن ضحك عليه أن يضحك بمثالية.. ويتضايق بمثالية.. ويكرر ويعيد ويعيأ ويتململ أيضاً بمثالية.. إنه المعلم الذي يحسب الناس أنه قد خلق بلا هموم وبلا أمراض وبلا ظروف وكأنه روبوت آلي لا يشعر أو يتعب أو يغضب.. إنه المعلم الذي إن أنهكه المرض يهيم على وجهه باحثاً عن مسشفى معتبر وليته يجد.. إنه المعلم الذي لم يزل يقول خذوا من فلوسي وأعطوني تأميناً صحياً يحفظ لي ولعائلتي ما تبقى من كرامة ولا مجيب ، إنه المعلم الذي إن سألته عن مقدار مكافأة نهاية كل الخدمات أعلاه ؛ طأطأ رأسه وقال الحمد لله على كل حال .
عبدالرحمن آل فرحان - البلاد
@ad_alshihri
adalshihri@gmail.com
المعلم يا حضرة المسؤول قلبك الآخر على فلذة كبدك فأنت أب بالدرجة الأولى قبل أن تكوم مسؤولاً.. وعينك الثالثة التي ترعاه حينما تنشغل.. الطرف الوحيد الذي يستلم بكل الحب زمام التربية عنك .. القارئ الآخر لتعبيرات وجه ابنك.. الحافظ لكل تقلبات ملامحه !! أول من يعلم إن كان هذا الصباح على ما يرام أم لا ؟ وأكثر من يدرك دوماً إن كان قد بات ليلته السابقة سعيداً أم لا ؟ حزيناً أم لا ؟ ساهراً قلقاً متوتراً أم لا ؟ وأحرص من يسأله دوماً عن وجعه وقلقه وأحلامه ويتكتم على كل إجاباته وأسراره ومخاوفه.
إنه المعلم يا معشر السادة أصحاب القرار، يا من بأيديكم اعتماد إجراءات تبجيله كما تنص عليه الحكمة القديمة " قف للمعلم وفه التبجيلا " ، إنه الأمين على العقول وليس مجرد ذلك الموظف.. إذ كيف لشخص مهنته اليومية التعاطي مع أنفاس الأجيال وأرواحهم وهذيانهم وأفكارهم وهواجسهم وانفعالاتهم أن يقال عنه أنه مجرد موظف؟ بل المستشار والجليس والمستمع والمدرب والمتحدث وقبل كل ذلك الأب الميداني والوجداني والإنساني في غياب الآباء والأمهات والأسر ، وهو من يؤدي كل تلك المهام واقفاً على قدميه بمعدل ٤ ساعات يومياً وابتسامته دائماً حاضرة وإن اضطر لتصنعها، واقفاً بمثالية فائقة ولا خيار له متاح غير ذلك، وهو الذي إن تكلم فعليه أن يتكلم بمثالية فائقة ولا خيار له متاح غير ذلك.. كذلك إن ضحك عليه أن يضحك بمثالية.. ويتضايق بمثالية.. ويكرر ويعيد ويعيأ ويتململ أيضاً بمثالية.. إنه المعلم الذي يحسب الناس أنه قد خلق بلا هموم وبلا أمراض وبلا ظروف وكأنه روبوت آلي لا يشعر أو يتعب أو يغضب.. إنه المعلم الذي إن أنهكه المرض يهيم على وجهه باحثاً عن مسشفى معتبر وليته يجد.. إنه المعلم الذي لم يزل يقول خذوا من فلوسي وأعطوني تأميناً صحياً يحفظ لي ولعائلتي ما تبقى من كرامة ولا مجيب ، إنه المعلم الذي إن سألته عن مقدار مكافأة نهاية كل الخدمات أعلاه ؛ طأطأ رأسه وقال الحمد لله على كل حال .
عبدالرحمن آل فرحان - البلاد
@ad_alshihri
adalshihri@gmail.com