×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

هل يتجاوز قادة الخليج (فخ) كامب ديفيد؟

قلت في مقال سابق أن دعوة أوباما لقادة مجلس التعاون الخليجي إلى اجتماع كامب ديفيد هي محاولة لتمرير مشروع لمصلحة أمريكا أولاً. وذلك في ضوء الأحداث الراهنة. وفي مقدمتها صفقة بين كل من واشنطن وطهران في الملف النووي الإيراني.
واليوم يترقب العالم ذلك اللقاء نهاية الأسبوع الحالي والذي أخشى أن يكون في ملفه محاور تؤدي في النهاية إلى ثقة المصداقية العربية في الطرح الِأمريكي الذي يسعى من خلاله أوباما للخروج من نهاية فترة رئاسته بإنجاز اقتصادي يؤدي إلى استغلال الأموال الإيرانية المجمدة من ناحية.. ومن الناحية الأخرى..كسب صفقة بيع صواريخ دفاعية للدول الأعضاء في مجلس الخليج كان قد تحدث عنها الرئيس الأمريكي مسبقاً. وهو ما يعني تعزيز مرحلة من تحسين مستوى الخزانة الأمريكية مقابل بيع هذه الصواريخ تحت عنوان التطمين من السلاح النووي أو التقليدي الإيراني.على أن التنسيق الذي كان قد مهد له جون كيري مع الجانب الإيراني في هذا الاطار قد اصبح مقبولاً من أجل الخروج من الحظر.. ومن مفاوضات النووي “بالمكسب المنتظر”.
غير أن النضوج الخليجي في الرؤية للأبعاد والانعكاسات وحجم القضايا المطروحة لابد أن يكون أكثر تفهماً للاستراتيجية الأمريكية التي لم تعد خلف دواليب المخابرات ولا خبراء الخزانة في واشنطن. بقدر ما أصبحت مكشوفة للعالم قبل طرحها فوق أو تحت طاولة المفاوضات!! واللافت هنا أن كل الأطراف بدءاً بأمريكا ثم إيران وصولاً إلى دول الاتحاد الأوروبي هي المستفيدة من اتفاق أمريكي خليجي بهذه الطريقة التي سوف تفتح أبواب “دكاكين” التسلح وصادراتها إلى المنطقة بما في ذلك النوويات التي كان قد انفرط عقد اتحادها بعد سقوط الامبراطورية السوفيتية التي ستلعب دوراً هي الأخرى كدويلات لديها كميات كبيرة وخبراء للأسلحة القذرة ليكون هناك في نهاية المطاف تلاقياً في تجارة وتسويق “صناعة الموت” ضد استقرار الشرق الأوسط.ليس من أمريكا وحدها. ولكن من الاتحاد الأوروبي وروسيا وجمهوريات البلقان القريبة من إيران.
ومن ثم ومن خلال السيناريو الخطير الذي تقوده واشنطن فإننا نأمل ونكرر أن يكون قادة لقاء كامب ديفيد القادم من منظومة التعاون الخليجي أكثر حرصاً من أي محاولة أمريكية لايقاعهم في “فخ” الصفقة التي يريد أوباما أن تكون الإنجاز الوحيد الذي يخرج به من البيت الأبيض. وذلك على طريقة كارتر الرئيس السابق الذي كان قد ترك بصمة اتفاقية السادات وبيجن في ذلك (المنتجع) كشاهد على العصر في اتفاقية السلام. ولكن القضية الحالية هي أكثر خطورة في جانبها السياسي والعسكري والاقتصادي من كامب كارتر.
 0  0  1307