×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

سعود الفيصل : ابن السياسة ووزيرها

غرمان الشهري
بواسطة : غرمان الشهري
أشخاصٌ وأعلامٌ يحار الفكر ويعجز اللسان عن وصفهم، فتتزاحم المعاني على طباعهم، وتتسابق الألفاظ في مدحهم، ومن أولئك الأعلام صاحب السمو الملكي الأمير: سعود الفيصل .
فالمتكلم في وصفه مضطرب الحروف، والكاتب عن شخصه يكبو ويسهو، لا قصورًا في القلم؛ وإنما لرفعة ذلك العلم .
هذا الأمير الوزير الذي طوى مراحل الشباب، وأنفق من عمره بغير حساب، خدمة لدينه ووطنه . فتح عينيه على السياسة، ولم يُغمضهما بعد، فنشأ وتربى وترعرع، ثم استوى على سوقه فيها
فلم تكُ تصلُحُ إلا لهُ
ولم يكُ يصلُحُ إلا لها
وما تلك الفترة الزمنية الطويلة التي استمرت عقودًا هو فيها وزير للخارجية إلا دليل السياسة الرشيدة، والمعرفة الكبيرة، والحكمة السديدة التي وهبه الله إياها .
عاصر ملوكًا ورؤساء ووزراء وقادة، وواكب أحداثًا ومتغيرات، وشهد حروبًا وتقلبات، أثبت خلالها أنه صاحب رأي ثاقب تخفى مكائده، وتدبير نافذ تنجح مبادئه . تعامل مع الأحداث بدهاء وحكمة أشبه بالبحر بعيد الغور، قريب المغترف .
لقد عاش تلك الأحداث والتغيرات والتحولات السياسية ما يزيد على الأربعين عامًا، جعلت منه شخصًا محنّكًا، دارت على رأسه الأدوار، واختلفت به الأطوار، فكان علامة بارزة فارقة في تاريخ الدولة السعودية، وسيبقى نموذجًا ومثالًا للعطاء، وحسن الأداء . ولا يقدر على ذلك إلا من كان له همّةٌ على هامة النجم .
إنه - بحق - مثالٌ يُحتذى، ومدرسة نموذجية ينهل منها أولو النهى ... وما شكر الناس له - من الداخل والخارج وبكل توجهاتهم - وتفاعلهم وترجمة مشاعرهم حين ترجّل عن منصبه وطلب الإعفاء لظروفه الصحية إلا شاهد على إخلاصه واختصاصه . فليت كلّ مكلَّف وموظف ووزير يحاكي فعله وصنيعه في أداء عمله وواجبه .
أخي القارئ لا تلمني بتقصيري في حق الفيصل، فما هذه إلا مشاعر محبة وكلمات شكر أردت أن أشارك بها كل محب لهذه الشخصية الاستثنائية ... شكرًا لك أميرنا المحبوب، وأبعد عنك كل سوء ومكروه، وألبسك لباس الصحة والعافية، وجعل ما قدمته لدينك ووطنك في ميزان حسناتك .
بواسطة : غرمان الشهري
 0  0  1537