تأملات في الشخصية الفارسية
الحقيقة هي أولى الضحايا في الأزمات، وسبب ذلك أن الأزمات تؤجّج المشاعر، ومن هنا تكون تبريرات ضغط اللحظة أقوى من أيّ صوت يدعو للتأمل والإنصاف. وحيث أن إيران الفارسيّة حاضرة في مشهدنا (العربي) أكثر من حضورها الأخوي (الإسلامي) الأمر الذي يستدعي تأمل بعض مكونات وخصاص شخصيّة هذا المجتمع الشريك على الضفة الأخرى من حدود العرب الشرقيّة.
وحتى نفهم الشخصيّة "الفارسيّة" ربما ينبغي أن نحاول أولا فهم مكونات الوعي بالذات والآخر في علاقات إيران بجوارها. ومن يقرأ ويتابع حوارات الأجيال الجديدة في إيران يجد أنها لم تعد تستوعب (منهجا دينيّا) أساسه المخاتلة والخصومة مع التاريخ والحاضر والمستقبل. نعم لم يعد الجيل الإيراني الجديد يتفهّم "منهجا روحيّا" يدعو ويبارك وينشر ثقافة اللعن والشتم من على منابر المساجد.
أذكر أنّي قبل سنوات تحاورت مع شابّ إيراني مثقف حول عدّة أمور من بينها حقيقة أن كل الجن والإنس قد سَلِمُوا من خطاب الذمّ والقدح في العرض والدين في إيران (الإسلامية) إلا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين بات لعنهم وشتمهم وِردا ليليا وصباحيا لملتزم المذهب. وأذكر أنّي سألته كيف يسوّغ العقل الإيراني فضيلة التعبّد "بشتيمة" من أكرمهم الله بنشر الحق فأخرجوا أهل فارس من عبادة النار والعباد إلى عبادة الخالق الجبار؟ وطال الحوار بشكل عقلاني، وأذكر أنه قبل أن يودعني قال بأن ملخص الإشكاليّة يكمن في اللاوعي الفارسي الذي يرفض العرب ودينهم ويحتقر ثقافتهم ولغتهم.
ومن التأملات المؤلمة في الشخصيّة الفارسيّة هي العيش في ظل عقدة ثلاثيّة متناقضة لا تبني معها مجتمعا يملك تصورا متّزنا للكون والحياة. وتتأصل هذه العقدة الثلاثيّة في؛ أولا: إشكاليّة الثورة والدولة، ثانيا: مفهوم أزمة (ضعف) الدين وقوة المذهب، وثالثا: جناية القوميّة العنصريّة على الوطن. ويتضح للراصد في هذا السياق أن إيران الثورة التهمت كل مفاصل إيران الدولة.
وعلى مدى أربعة عقود لم تستطع إيران "الملالي" أن تقدّم نموذجا لدولة إسلاميّة عصريّة منتجة كما هو الحال مع جارتها القريبة تركيا أو شقيقتها البعيدة "ماليزيا" مع توافرها على الموارد والعنصر البشري والموقع الاستراتيجي. وفي بعد الدين والمذهب لا يمكن تجاهل حقيقة أن المذهب "الفارسي" ابتلع "الدين" واختزل عظمته في المفاصلة والملاعنة على خلاف بشري قدّره الله بين رجال عظام قبل 1400 سنة.
ومن المؤلمات في الشخصيّة الفارسيّة أن الأمم التي دخلت الإسلام "آمنت" وقطعت صلتها مع "الضلال" وعقدة التفوق إلا "الجمهورية الإسلامية" فقد ظلّت تحتفل بعيد المجوس وتشتم العرب وتتعبّد باسم (آل البيت) أشرف أسرة عربيّة!
وفي البعد الثالث المكون للشخصيّة الفارسيّة نلمح المزاجيّة الناريّة الحادة في التعامل بين واقع "إيران" (الوطن) من جهة وبين حقوق المواطن الشريك في ظل القوميّة والهيمنة "الفارسيّة" التي همّشت حقوق ووجود قرابة 55٪ من مواطني (إيران) الأتراك والأكراد والعرب والتركمان والبلوش وغيرهم!
والأعجب أن هذه الذهنيّة العنصريّة "الفارسيّة" الكارهة للعرب تحديدا تدّعي أن "الخميني" عربيّ هاشميّ وتغضب حين ينتشي شيعة العرب بهذه المعلومة كغضبها على من يقول إن الخميني مواطن "هندي" مهاجر إلى بلاد فارس!
* مسارات
قال ومضى: يا صاحبي إن كان تتبّع مثالبي وعيوبي سيزيدك رزقاً وحظوة فقد سامحتك لوجه الله.
وحتى نفهم الشخصيّة "الفارسيّة" ربما ينبغي أن نحاول أولا فهم مكونات الوعي بالذات والآخر في علاقات إيران بجوارها. ومن يقرأ ويتابع حوارات الأجيال الجديدة في إيران يجد أنها لم تعد تستوعب (منهجا دينيّا) أساسه المخاتلة والخصومة مع التاريخ والحاضر والمستقبل. نعم لم يعد الجيل الإيراني الجديد يتفهّم "منهجا روحيّا" يدعو ويبارك وينشر ثقافة اللعن والشتم من على منابر المساجد.
أذكر أنّي قبل سنوات تحاورت مع شابّ إيراني مثقف حول عدّة أمور من بينها حقيقة أن كل الجن والإنس قد سَلِمُوا من خطاب الذمّ والقدح في العرض والدين في إيران (الإسلامية) إلا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين بات لعنهم وشتمهم وِردا ليليا وصباحيا لملتزم المذهب. وأذكر أنّي سألته كيف يسوّغ العقل الإيراني فضيلة التعبّد "بشتيمة" من أكرمهم الله بنشر الحق فأخرجوا أهل فارس من عبادة النار والعباد إلى عبادة الخالق الجبار؟ وطال الحوار بشكل عقلاني، وأذكر أنه قبل أن يودعني قال بأن ملخص الإشكاليّة يكمن في اللاوعي الفارسي الذي يرفض العرب ودينهم ويحتقر ثقافتهم ولغتهم.
ومن التأملات المؤلمة في الشخصيّة الفارسيّة هي العيش في ظل عقدة ثلاثيّة متناقضة لا تبني معها مجتمعا يملك تصورا متّزنا للكون والحياة. وتتأصل هذه العقدة الثلاثيّة في؛ أولا: إشكاليّة الثورة والدولة، ثانيا: مفهوم أزمة (ضعف) الدين وقوة المذهب، وثالثا: جناية القوميّة العنصريّة على الوطن. ويتضح للراصد في هذا السياق أن إيران الثورة التهمت كل مفاصل إيران الدولة.
وعلى مدى أربعة عقود لم تستطع إيران "الملالي" أن تقدّم نموذجا لدولة إسلاميّة عصريّة منتجة كما هو الحال مع جارتها القريبة تركيا أو شقيقتها البعيدة "ماليزيا" مع توافرها على الموارد والعنصر البشري والموقع الاستراتيجي. وفي بعد الدين والمذهب لا يمكن تجاهل حقيقة أن المذهب "الفارسي" ابتلع "الدين" واختزل عظمته في المفاصلة والملاعنة على خلاف بشري قدّره الله بين رجال عظام قبل 1400 سنة.
ومن المؤلمات في الشخصيّة الفارسيّة أن الأمم التي دخلت الإسلام "آمنت" وقطعت صلتها مع "الضلال" وعقدة التفوق إلا "الجمهورية الإسلامية" فقد ظلّت تحتفل بعيد المجوس وتشتم العرب وتتعبّد باسم (آل البيت) أشرف أسرة عربيّة!
وفي البعد الثالث المكون للشخصيّة الفارسيّة نلمح المزاجيّة الناريّة الحادة في التعامل بين واقع "إيران" (الوطن) من جهة وبين حقوق المواطن الشريك في ظل القوميّة والهيمنة "الفارسيّة" التي همّشت حقوق ووجود قرابة 55٪ من مواطني (إيران) الأتراك والأكراد والعرب والتركمان والبلوش وغيرهم!
والأعجب أن هذه الذهنيّة العنصريّة "الفارسيّة" الكارهة للعرب تحديدا تدّعي أن "الخميني" عربيّ هاشميّ وتغضب حين ينتشي شيعة العرب بهذه المعلومة كغضبها على من يقول إن الخميني مواطن "هندي" مهاجر إلى بلاد فارس!
* مسارات
قال ومضى: يا صاحبي إن كان تتبّع مثالبي وعيوبي سيزيدك رزقاً وحظوة فقد سامحتك لوجه الله.