×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

عاصفة الحزم .. وحزم العاصفة

جاءت عاصفة الحزم بقرار تاريخي من خادم الحرمين الشريفين قائدنا الملك سلمان بن عبد العزيز - وفقه الله وسدد على طريق الحق خطاه - لإعادة الأمور إلى نصابها في اليمن وللوقوف مع الشعب اليمني العربي المسلم والشرعية اليمنية ممثلة في رئيس اليمن المنتخب عبد ربه منصور هادي بعد أن تجاوز الحوثيون وعلي صالح كل القيم الأخلاقية والسياسة والوطنية في بلد جار عزيز على المملكة العربية السعودية اليمن بلد الإيمان والحكمة ، وأصبح تمدد هذا السرطان المكون من مليشيات الحوثي والموالين للمخلوع بدعم من إيران يهدد أمن المملكة ودول الخليج العربية بشكل لم يعد يحتمل المزايدات والتأخير .
هنا جاء قرار خادم الحرمين الشريفين بإطلاق عاصفة الحزم بعد أن تم استنفاد كل الوسائل السلمية وعدم استماع الحوثي وصالح لصوت العقل والحكمة ، وكان تحذير الأمير سعود الفيصل للحوثيين ولصالح فرصة أخيرة لهم - لو كانوا يعقلون - بأن يعودوا لطاولة الحوار العقلاني ويكونوا جزاء من النسيج اليمني المسؤول ويجنبوا اليمن التشظي والانقسام والحرب الأهلية ويكفوا صلفهم وهمجيتهم الرعناء عن الشعب اليمني وجيرانه .
وهنا تكمن الأهمية السياسية لهذا القرار الذي أيده العالم كله إذا استثنينا إيران وذنبها في لبنان حزب الشيطان ، ومليشياتها في سوريا والعراق وغاب عن إيران وأذنابها إن المملكة واليمن بينهما علاقات تاريخية تنبع من الدين واللغة والجوار والمصير المشترك ، ولايمكن لعقلاء اليمن وشعب اليمن العربي الأصيل شعب الإيمان والحكمة أن يقبلوا ما تقوم به عصابة الحوثي وعلي صالح من بيع اليمن لإيران بثمن بخس
إن ما أقدمت عليه المملكة ومعها دول الخليج العربية والدول العربية والإسلامية المؤثرة وغيرها من الدول المحبة للسلام والعدالة والاستقرار في العالم إنما ينبع من قناعات سياسية وإنسانية للحفاظ على وحدة اليمن وتأكيد شرعيته والحد من صلف هذه العصابة المجرمة في صعدة المتمثّلة في ذنب إيران التوسعي المذهبي الذي يريد لليمن ولدول الجوار كلها الفوضى والشر وعلي صالح الذي أثبتت الأحداث أنه خائن لبلاده وأنه طيلة ثلاثين سنة حكم فيها اليمن إنما كان يسرق مقدرات الشعب اليمني ومقدراته
ومما يثلج الصدر أن قواتنا المسلحة ممثلة في أبنائنا من الطيارين السعوديين الذين باشروا ويباشرون العملية العسكرية الدقيقة يثبت لكل مواطن قدرة بلادنا على حماية أمنها واستقرارها واتخاذ قراراتها السيادية في الوقت المناسب دون أخذ الإذن من أحد لحماية أمن الوطن ومكتسباته ، ومساعدة الأشقاء متى طلبوا ذلك ويعطي رسالة لأصحاب الأطماع التوسعية في إيران وغيرها بأنهم لن يستطيعوا زعزعة أمن دول الخليج والجزيرة العربية واستقرار شعوبها مهما جندوا من العملاء والمأفونين .
إن المواطنين السعوديين يقفون خلف مليكهم وقواتهم المسلحة لحماية أمن وطننا وصيانة مكتسباته وهذا واجب شرعي ووطني وأخلاقي ، وكان من النتائج الإيجابية لعاصفة الحزم أنها وحدة العالم العربي مع الدول الإسلامية المؤثرة في وجه الأطماع المجوسية التي تسعى لتصدير الثورة الإيرانية في اليمن وغيرها
نسأل الله تعالى أن يسدد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، وأن ينصر القائمين على عاصفة الحزم وكلنا دماؤنا رخيصة في سبيل حماية أمننا ووطننا


أ.د. ظافر بن عبد الله آل حنتش
عميد كلية الآداب - جامعة الملك فيصل - رئيس مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي
 0  0  860