×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

عاصفة الحزم تجتاح (محور) الشر

لم تكن المملكة العربية السعودية في تاريخ اليمن أكثر من رافد خير ومشاركة فاعلة في مسار التنمية وتكريس مبادئ التعاون من منطلقات حسن الجوار.. رغم أن الممارسات التي قام بها علي صالح كرئيس حكم اليمن لفترة طويلة من الزمن بلغت أكثر من 30 عاماً فرضت الكثير من المحطات والمنعطفات السيئة والاستغلالية لصالح فساده ومزايداته.
بدءاً بوقوفه مع صدام حسين في عام 1990م حين تم احتلال الكويت وتهديد المملكة ودول الخليج وصولاً إلى زرع جماعة الحوثي كنواة للفتنة داخل وخارج اليمن. وهو عمل قام به من تحت الطاولة.. وقام بتغذيته سراً ليكبر الحزب ويصبح ورقة يمكن استخدامها. ثم قام بالحرب على تلك الجماعة بطريقة خجولة كلما دعت الحاجة لأوراقه وأجندته الخاصة وذلك لصالح المراهنة عليها في الاستهلاك السياسي من الناحية الجغرافية والمذهبية وتحت هذه العناوين.. وما صاحبها من مساعدات تنموية في عروض مشاريع وهمية لمصلحة اليمن جمع الرئيس الفاسد علي الذي لم يكن صالحاً مبالغ هائلة من الأموال وصلت الى أكثر من 60 ملياراً دولاراً حجبها عن شعب استخدم فقره للاثراء!!
شعب ضاق بالفساد ذرعاً. ولم يكن أمامه إلا اسقاط زعيم الفساد.. ومع ذلك أنقذته المبادرة الخليجية من مواجهة الموت والمحاكمة في ترميم لوجهه وسياسته معاً والخروج من المأزق بما تبقى من ملامح مرحلة الديكتاتورية وسرقة المال العام وكل ممارسات ما كان يعتبره ذكاءً ضد شعبه. ليعود في صورة أكثر خبثاً وسوءاً.. حيث تعمد اللعب بورقة الحوثيين وإغراء أنصاره من الجيش مستخدماً أموال الفساد وبيع اليمن إلى إيران من أجل إيذاء المملكة ودول الخليج..في انتقام من الثورة ضده ومن المملكة ودول المنطقة التي كان يرى أنها لم تدعمه ضد الشعب.
وبالأمس خرج ذلك المراوغ غير الصالح علي بمبادرة لوقف إطلاق النار والعودة إلى الحوار. وهو المطلب الذي عجزت كل المساعي الخليجية والدولية عن الاستجابة له. في الوقت الذي كان “المايسترو” للخطاب الحوثي. بل هو صاحب الإعداد والإخراج والتنفيذ. غير أن المعادلة التي اختلفت في ساعات محدودة فرضتها قوة احتمال الصبر على “البلطجة” في اليمن مع زيادة فتح أبواب صنعاء لأهم محاور الشر في طهران. هي معادلة غيرت المسار وابطلت الاختطاف القسري لبلد وشعب أكبر وأسمى من أن يصادره زعيم فاسد مخلوع مع جوقة من عملاء طهران في صعدة.
مبادرة المخلوع ليست من أجل مصلحة اليمنيين.. ولكنها محاولة لترتيب أوراقه نحو مرحلة جديدة من الخداع. وخوفاً من أن يواجه مصير الرئيس الليبي السابق معمر القذافي عندما يلاحقه الشعب بعد هزيمة دروعه وأعوانه وإحباط كل مخططاته الخبيثة. وهنا يجب استثناء علي غير الصالح من المبادرة الخليجية في حال عودة الأطراف في اليمن إلى الحوار في أي مكان واسقاط الضمانات التي كانت قد أعطيت له ضمن المبادرة. خاصة وقد أعلن أكثر من مرة عدم اعترافه بها واصفاً إياها بأنها قد أصبحت في “مهب الريح”!! وهو يعزز وضعه شخصياً في مهب الريح خارج بنود المبادرة. بل يجب أن يتم جلبه ومعه عبدالملك الحوثي وجنرالات الحرب إلى محكمة الجنايات الدولية. واليوم وإذا كانت إيران تحلم بمزيد من النفوذ فان المشهد الحالي للقرار السعودي والخليجي والدولي قد قام “بتفسير” ذلك الحلم في اتجاه معاكس يؤكد أنه لن يسمح لعلي غير الصالح أن يكون نوري المالكي العراق ولا بشار الأسد سوريا ولن يكون الحوثي حسن نصرالله في لبنان.
وإن خارطة الوهم قد سقطت في مياه باب المندب. على أنني أشير هنا إلى مثل قديم يقول: الخير في عطوف الشر أحياناً. حيث أعادت عاصفة الحزم ميثاق الدفاع العربي المشترك إلى الواجهة. وتفعيلها على الأرض وذلك في تحول جديد يؤكد الانتقال إلى مرحلة من التضامن العربي لمواجهة التحديات. كما أن تزايد التأييد ومطالبات عدد من الدول للمشاركة في عاصفة الحزم كان بمثابة استفتاء على مكانة المملكة ونزاهة قراراتها.
 0  0  1344