×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

لعبة الشطرنج الأمريكية!!

ليس جديداً أن تظهر الاستراتيجية الأمريكية في مراحل زمنية.. وفي مواقع منتخبة على الخارطة العربية بعد أن مهدت لها في أفغانستان من خلال استقطاب الشباب العربي وتدريبهم على مختلف الأسلحة بما في ذلك تلك الأدوات التي زرعتها المخابرات الأمريكية في استغلال القناعات الإسلامية والنخوة العربية “لتفخيخ” العقول أولاً.. لتكون تلك العقول والأجساد جزءاً مهماً من خطة تتجاوز أفغانستان في المكان والزمان!!
ومن تلك المزرعة تم نقل أسوأ تجربة في التاريخ لانطلاق الخطاب المتطرف بأحزمته الناسفة.. وقناعاته التي تشبعت بفتاوى مخلصة للاستراتيجية الكبرى مدفوعة الثمن من منطلقات الولاءات الخفية في منابرها.. والمعلنة في غباءاتها تجاه مفهوم وأبعاد المنهج الأمريكي. لتعود “لوثة” التجربة في النقل والتغذية على خارطة الوطن العربي فكانت أكبر نجاح للرهان على نقل الإرهاب إلى منطقة الشرق الأوسط. وذلك بعد أن ماطلت واشنطن في تنفيذ وعودها لانطلاق دولة الخلافة من أفغانستان. وهو ما أدى الى ضرب مركز التجارة العالمي في نيويورك في العام 2001م الأمر الذي دعا إلى مواجهة تلك الجماعات في محاولة لاجبارهم على مزيد من الهروب إلى المنطقة العربية وحمل بعضهم إلى “اكاديمية” جوانتنامو التي لم تكن سجناً بقدر ما كانت مدرسة لتوزيع المهام بعد استضافتهم في تلك القاعدة الشهيرة التي بقيت شاهداً على غزو خليج الخنازير قبل أربعة عقود أفشلت خطة لاجتياح كوبا بتدريب المارقين, وهو ما جعل المخابرات تقوم باطلاق الأعداد الكبيرة والخطيرة من جوانتنامو وتسليمهم إلى بلدانهم على أنهم أبرياء.. نالوا ثقة دولهم التي تعاطفت مع عودتهم. لكن معظمهم انطلقوا في شكل قيادات وأفراد لتغذية التطرف في المنطقة.
ومن خلال الخطاب والقناعات والاستقطاب نشأت منظمات متعددة مماثلة.. اتفقت جماعاتها على المنهج وإن اختلفت في أساليب التنفيذ.. في الوقت الذي كانت مظلة السياسة الأمريكية تمارس لعبة “الشطرنج” للاطاحة بأنظمة واستقطاب احزاب معارضة لتهيئة أرضية خصبة يختلط فيها شعار التطرف والديمقراطية. وحريات الشعوب. ودعم أحزاب تتوزع الذمم والولاءات..لتكون المحصلة في النهاية تحويل المشهد إلى حروب أهلية تغتال كل مبادئ الأمة في انتماءاتها الدينية والوطنية والاجتماعية. ولتبقى واشنطن خارج معادلة الصراع.. وتتحول إلى مستثمر في كوارث العرب. خاصة وقد أصبح تنفيذها للاستراتيجية مكتمل الأركان التي تفرض مبررات الاستغلال. بل اجبار العرب على استدعائه بعد أن اصبح واقعاً لا مفر منه!!
هكذا وصلت واشنطن الى مرحلة متقدمة في تنفيذ خارطة انتقلت بعدها خلال هذه الفترة إلى المرحلة الثانية من الخطة وهي توزيع الإدارة السياسية على “مقاولين جدد” من أعداء الأمس. مقابل كسبهم واستخدامهم لحماية الاستراتيجية من العرب. لتكون إيران هي المرشح الأمريكي الأكبر للقادم الأسوأ!!.
 0  0  1420