×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

الجَمَال السَّامُّ

هناك أنواع كثيرة من الأزهار جمالها أخاذ جذاب ولكن درجة سميتها عالية وخطيرة الملمس ويحذر من الاقتراب منها , فقد ينخدع الإنسان بجمال وردها فينجذب إليها لأن طبيعة الإنسان تنجذب إلى الجمال ودواعيه دائماً , وقد يغيب العقل والحذر عن قبيح يخفيه هذا الجمال ، وهي الحياة أيضاً هكذا قد تبدي لك زينتها التي يختبئ خلفها الكثير من الويلات والمنغصات نتيجة الاغترار بجمالها .

الحواس الخمس في الإنسان كل حاسة منها تجعله يصدر حكمه على ردة فعل هذه الحاسة , فمثلا عندما يشاهد شخص أنيق تحكم حاسة البصر عليه بانه إنسان جيد لمجرد مظهره الخارجي وتوعز إلى العقل بهذا الحكم وربما كان سيئاً في داخله وأخلاقه وألفاظه بذيئه أيضا , وقد يعجب الإنسان بإنسان ما لمجرد أن الأذن سمعت منه عذب الكلام لكن طباعه وتصرفاته وأفعاله تغيب عن حكم الإستماع.

في العمل قد يغتر مسؤول بموظف معسول اللسان فيعطيه الإهتمام وربما المسؤولية والترقيات مالا يناله المجتهد في العمل الصامت بلسانه والنشيط بأدائه العملي.

وهكذايقاس على البقي, فشاب حليق اللحية ينظر له بعين حكمت على مظهره أنه سيّء الأخلاق وغير ملتزم دينيا لمجرد أنه حليق اللحية، وهو في الواقع خلاف مظهره . فالأحكام المتناقضة بين المظهر والمضمون غالباً تأتي نتائجها عكسية.

سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن شاهدعنده بشهادة وأراد أن يعرف هل له من يزكيه فقال له رجل :إني أشهد له وأزكيه ياأمير المؤمنين ، فقال عمر:أأنت جاره في مسكنه قال:لا ,قال:أعاشرته يومافعرفت حقيقة أمره؟ قال:لا، قال أسافرت يوما معه فإن السفر والإغتراب محك للرجال؟قال:لا ، قال عمر لعلك رأيته في المسجد قائما قاعداً يصلي؟ قال:نعم ، قال : اذهب فأنت لا تعرفه .

وقد قيل في الشعر العربي لعنترة بن شداد

إِنَّ الأَفاعي وَإِن لانَت مَلامِسُها ****عِندَ التَقَلُّبِ في أَنيابِها العَطَبُ

 0  0  1639