×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

ثورات العرب:لا عنب في اليمن.. ولا بلح في الشام!

تطورات غير مسبوقة في العصر الحديث تواجه دولا كانت تعتقد أن ربيعها سوف تفوح منه رائحة الياسمين.. ومنها اليمن الذي اتهموه يوماً بالحكمة والسعادة.. أيضاً. لكنه لم “يجنِ عنب” الثورة كما هي سوريا التي لم تحصل على “بلح الشام” لتتحول كل روائح الربيع إلى دماء وتخريب ودمار.. ومن فصل الربيع تختفي رائحة الياسمين لتكون رائحو الموت هي عطر ثورات العرب!!.
تقاسم السلطة لم يعد هماً يمطر الأرض أمناً وسلاماً.. ولا تغيير.. أكثر من دستور وهمي على أنه هو الذي يملأ الأرض عدلاً ونوراً.. ولا خطابات المنابر هي التي أفرزت عقولا هزمت الفقر.. بقدر ما جلبت غرباء الأدوار.. وعملاء المراحل في اتون صراعات تقلبت مواسمها في أجواء كان للارث من روايات التاريخ دوره في تصفية حسابات مات أبطالها.. ومجرموها في أكفان بعضها بروائح الخبز.. والبعض الآخر برائحة وشعارات الدماء والفسوق. ونزق الجنون.. ترافقه بيانات بأسماء ضحايا وقف زعماؤها يوماً على مسرح اغتيال عقولهم.. وعلى أجسادهم رقص المجرم احتفاءً بالانفراد بصناعة القرار في إعلان على أنه هو ومن بعده الطوفان في مشاهد تؤكد أنه هو سيد الطغيان.. هناك في اليمن خرجت واحدة من التناقضات في تركيبة قلبها أحد ضحايا الربيع في رهان على أن القادم أسوأ حين غادر السلطة قسراً.. توعد اليمن بالصوملة.. وتوعد جيرانه بدفع ثمن ترميم وجهه سياسياً وتجميلياً.. ولكنه مردود على طريقته الخاصة..
هناك في اليمن قدم الرئيس السابق علي صالح إلى ما بعد السيناريو الأخير في حلقات الثورات العربية ما يؤكد أنه كان لا يود الخير لشعبه ولا لأمته.. وفي الداخل ولدت الثورة اليمنية ما لم يكن في الحسبان.. لتكون النتائج أمام مرحلة مختلفة من داخل قصر الحكم.. صدر البيان رقم واحد في تأكيد على أن كرسي الرئيس السابق كان سهلاً لمن يملك البلطجة والسلاح معاً.
علي صالح اليوم عاد ليكمل مراحل السيطرة على الحكم في اليمن بالتوريث. وذلك بعد أن استخدم ورقة الحوثيين أعداء الأمس لايصالهم إلى كرسيه الذي مازال يحلم بالجلوس عليه. ولكنه استخدام مؤقت لاستغلال غباء وجهل تلك العقول المفخخة لفترة محدودة.. ومن ثم فانه يكون الوحيد من الأنظمة التي سقطت ليعود للحكم من الباطن.
أما في المشهد العام بأكمله فإن ثورات العرب بكل تفاصيلها ومساراتها كتبت للنكبات أكثر من قصة. بعد أن كانت نكبة واحدة سجلها ما كان يسميه العرب نضالاً ضد إسرائيل لتكون النكبات اليوم أكثر خطورة وتأثيراً.. ولعل اليمن اليوم إضافة أكثر تحدياً على خارطة الصراع الداخلي في المنطقة وشرارة جديدة تنذر بتوسيع نطاق الحرب الأهلية إلى خارج الحدود.. وشراكات استدعاء الفتن والدمار تحت ستار الكثير من عناوين وشعارات مختلفة.. الدين والسياسة والبلطجة وافواه تنتحر بغذاء الخدود “المنفوخة” بأدوات تفخيخ العقول!!.
 0  0  867