×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

(رحل ملك القلوب وجاء سلمان الخير )

رحل عبدالله بن عبدالعزيز الملك الإنسان المسكون بحب شعبه صبيحة يوم الجمعة الثالث من شهر ربيع الآخر عام 1436هـ في حدث هز الوطن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى حجازه , وفي بؤرة الحدث (نجد) التي نعت هذا القائد العروبي بصوت الوداع حتى أبكت المجالس دمعا ساخنا وأمطرتنا قسوة النبأ بوابل من الأسى والحزن , وفي ظل ذلك (حاضرتنا) أفعاله ومآثره بعبارة (أن لاتأسوا ولاتحزنوا).
هناك توسعة عملاقة في أطهر بقاع الأرض مكة المكرمة وأخرى في مهاجر خير الخلق ومسجد المصطفى ومابينهما قطار يجعل من أدى فريضة المغرب في أم القرى ينال شرف أداء فريضة العشاء في طيبة الطيبة , أما جسر الجمرات تلك الحالة المستعصية على كثير من الحلول حينما تغلب عليها بتوفيق الله من خلال إنشاء جسر الجمرات العملاق الذي تجاوز الجبال الشم بمشعر منى إرتفاعاً وأحتوى آلاف الحجيج مكاناً لينهي أزمة كادت أن تشكل عقدة موسمية وحمل أثقل كاهل الدولة في موسم حج كل عام .

ومن يشاهد حال التعليم العالي الآن يرى من الدرر مايغني عن الغوص , ففي كل منطقة أضحى لها منارة علم لها أفرع ممتدة في أرجاء المنطقة بعد أن كان أهالي المحافظات الصغيرة والمراكز والهجر يتكبدون عناء الهجرة ووعثاء السفر ومرارة الغربة بحثاً عن مقعد جامعي يكفل لهم كرامة العيش بعد التخرج إن كتب الله لهم عمراً ولم يقضوا نحبهم على الطرق الوعرة أثناء دراستهم .

مآثر عبدالله لاحصر لها , ولكن كان ذلك عزاء الشعب أنه مأجور بإذن الله على ماقدم للأمة مما خفف مصابنا في أيام قاتمة أستشعرنا من خلالها أن الفقد كبير والمصاب جلل .

ومن الجمعة إلى الجمعة ظل الوطن جريحا شاحبا إلى أن ظهر سلمان الإدارة والحنكة بقرارات الهيكلة الشاملة في مفاصل الوطن وضخ الدماء الشابة وعلى إثرها شوهدت مشاهد إبتهال وسجود شكر للمولى سبحانه في مدن المملكة قبل أن يختم مقدم النشرة عبر القناة الأولى في التلفزيون السعودي قرارات الملك وأيضا قبل أن تتجه النشرة إلى تفاصيل أخرى دولية تتضمن النزاعات والحروب والإنقلابات المحيطة أعلن عن مكرمات جديدة جادت بها يد سلمان الخير بمنح راتبين لكل العاملين في أجهزة الدولة والمتقاعدين وطلبة التعليم وأصحاب الضمان الإجتماعي والمعاقين فكانت بلسماً على شفاه القلوب الداعية له بطولة العمر.

كُتبت روايات وروايات في ثنايا لأسبوع المنصرم على الأكثر فيما يخص موقف الشعب مع القيادة والقيادة مع الشعب قاسمها المشترك عهد قديم خلده الأجداد لهذا الجيل فرآه العالم اليوم في أوج صفائه , ولربما أيقن كل من يتحايل على قناعاته الذاتية أن تربة هذا الوطن ليست خصبة لزراعة الفتن والقلاقل ولله الحمد, و ظهرت اللحمة ظاهرة المعالم جلية التصوير.

شكراً لله على أنعمه بأن هيأ لنا قيادات متتالية سخرت وقتها لقيادة وطن كبير بحجم المملكة العربية السعودية إلى مدارج العز والنماء.
 0  0  2706