×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

مات صقر العرب

ابو فراج
بواسطة : ابو فراج
البقاء والخلود لله وحده الواحد الأحد ، نعلم ذلك يقينا لأننا امة مسلمة تشهد أن لا إله إلا الله وان محمد رسول الله ، وان الموت حق على كل مسلم وكل من على وجه الأرض قاطبة .. مات الرسل والأنبياء والصحابة والعلماء والملوك قال تعالى في كتابه العزيز (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ)سورة الرحمن آية 26-27 . وقال تعالى (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ....) سورة آل عمران آية 185 .
وهذا ما يعزينا في فقد رجل بمليون رجل زعيم عظيم وقائد ملهم وملك حكيم وأب رحيم بأمته ووطنه وشعبه .. فُجع العالم بأسره وخاصة العالم الإسلامي لفقد رجل جعل حياته كلها خدمة للإسلام والمسلمين والسلم العالمي ونصرة المظلوم والمستضعف في كل مكان وليس في وطنه فحسب ، ملك أحبه شعبه حتى الجنون ، ملك استأثر بالقلوب وسموه ملك القلوب ، واستأثر بالإنسانية فسموه ملك الإنسانية ، واستأثر بالرحمة والله هو الرحيم فسموه الملك العطوف ، استأثر بقلوب شعبه بعفويته وبساطته .. كان حكيما محنك ، خبير بأمور كثيرة حلحل كثير من الأمور الصعبة وجعل لها مخارج ، وخارج شعبه من أي أزمات اقتصادية مما يعانيه العالم قاطبة وتحمل على كاهله ثقل كل التبعات الاقتصادية التي يمكن أن تؤثر على معيشة شعبه .. أدرك كثيرا من الأزمات والمحن والفتن وجعلها بأمر الله تموت في مهدها .. وزن أمور الأشقاء العرب بميزان العدل فحاول تقريب وجهات النظر ولملمة الصف العربي ، قاد الخليج إلى وحدة شاملة وجنبه كثيرا من التوترات التي كانت قد تعيق وتعطل مسيرته ، حاول جاهدا ولأكثر من مرة دعم الوحدة العربية ولم شمل العالم الإسلامي ، حارب التطرف والإرهاب ودعا إلى نشر السلام والحوار بين الأديان والحضارات وعدم إدخال الدين في الصراعات والنزاعات الطائفية، جعل للمملكة هيبة وقيمة عالمية تتحدث عنها كل الدول وكل الخبراء وكل المعنيين بالشؤون الدولية ، لم يدخل مع الأشقاء العرب في مهاترات وتحزبات ، بل حاول أن يكون وسيط خير في كل ما يهم بلدانهم ونبذ العنف والتطرف .. وعلى الصعيد الداخلي للوطن لايمكن أن نحصي أو نعد ما قام به ملك القلوب من أعمال استهدفت خدمة ورفاهية الوطن والمواطن إذ أن الحاسبات تعجز عن رصد كل الأفعال والأعمال ونحتاج إلى مؤلفات ونشرات وصحف ، يكفي أننا نشهد اكبر توسعة للحرمين الشريفين في التاريخ صرف عليها مليارات المليارات لتكون في الاستعداد التام والمريح لزوار وحجاج بيت الله الحرام وما انفق في هذا المجال أرقام فلكية خيالية جعلت في سبيل بيوت الله ومرتاديها من المعتمرين والحجاج والزوار .. عبدالله بن عبدالعزيز لم يكن رجل عادي أبدا كان استثنائي في هذا العصر الذي يشهد تقلبات مخيفة وهيجان سياسي واقتصادي وامني .. حاول بكل جهده أن يجنب شعبه تقلبات وهزات وتهورات هذا العصر ... وتوجه لأبناءه الطلبة فخدمهم خدمة لم تحصل سابقا ولن تتكرر بفتح أبواب الابتعاث مشرعة ليحققوا أمنياتهم وتطلعاتهم في خطوة رائدة هي الأولى من نوعها على مستوى دول العالم .
عبدالله بن عبدالعزيز تقرب كثيرا من قلوب شعبه وعايش همومه واحتياجاته منذ أن كان وليا للعهد وكان ديدنه البذل والعطاء لأبناءه والوقوف إلى جانب المريض والفقير والمحتاج .. وخرج يبحث عنهم في الحارات والأحياء وأماكن سكناهم .
عبدالله بن عبدالعزيز كان يكره الظلم والقسوة والغش وحارب الفساد بكل ما أوتي من قوة وأعاد الحقوق لمن فقدها والطمأنينة إلى نفوس شعبه جميعا .. عبدالله بن عبدالعزيز وقف إلى جانب المرأة والفتاة السعودية وجعلها تشعر بقيمتها في المجتمع وأنها عنصر أساسي لايمكن إهماله . عبدالله بن عبدالعزيز شفع لكثير لايمكن حصرهم من مطلوبي القصاص في الحقوق التي يجيز فيها الشرع تدخل ولي الأمر بالإصلاح وابعد السيف عن كثير من الرقاب في رضي الله ثم طلبا لعتق الرقاب والأجر والمثوبة من رب العالمين..
عبدالله بن عبدالعزيز لم يكن الوحيد بين أبناء المؤسس الذي قام بهذه الأعمال وكل الملوك السابقين أدوا دورهم على أكمل وجه وكما أوصاهم الملك المؤسس عبدالعزيز طيب الله ثراه ، سارت المملكة بخطى ثابتة مع كل الملوك السابقين ولكن الملك عبدالله عاصر كثير من المشاكل الدولية والإقليمية تعامل معها بحكمة وروية وساند شعبه مع هذه التقلبات وهيأ لهم العيش الكريم دون الإخلال بميزان الدولة العام ...
ونحن الآن مع ملك لايختلف عن سلفه عرفناه بمزاياه المتعددة وثقافته التاريخية وحبه للوطن والمواطنين مع سلمان الخير وولي عهده مقرن بن عبدالعزيز ، لذلك نجد أن في رقابنا بيعة لابد أن نظهرها جميعا لله ثم للرسول ثم لولاة الأمر وأنا بدوري أعلن مبايعتي على الصدق والطاعة لولي أمرنا سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده مقرن بن عبدالعزيز ، ونسال الله أن يمدهم لعونه وتوفيقه وان يلهمهم الخير والرشاد وان يعينهم بعونه ويشد من أزرهم ، ونحن جميعا مع ولاة أمرنا في كل الأوقات وفي كل الظروف يد بيد كما كان أبائنا وأجدادنا ونحن من بعدهم وفي الختام نسال المولى الكريم العظيم أن يتغمد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بواسع رحمته وان يسكنه فسيح جناته وان يجزاه خيرا عما قدم لشعبه ولكل المسلمين وان يعين خلفه على القيام بمهامه وييسر له البطانة الصالحة ونحن على العهد والوفاء والطاعة نبايع امتثالا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( لايبات أحدكم إلا وفي رقبته بيعة ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم... إن العين لتدمع وان القلب ليحزن وان على فراقك يا أبا متعب لمحزونون .. رب اجعل هذا البلد أمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين اللهم آمين. وصلى الله على نبينا محمد



عقيد (م )/ محمد بن فراج الشهري
alfrrajmf@hotmail.com
بواسطة : ابو فراج
 0  0  1380