×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

د. أحمد قاسم وكشف الوجه


د. أحمد قاسم وكشف الوجه



الخلاف والاختلاف سنة كونية في حياة الناس ولكن عندما يدور الخلاف أو الاختلاف في الأمور الشرعية فليس هناك مجال للحيرة أو اللبس لأن الأمر محسوم بتوجيه الهي في قوله سبحانه وتعالى ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا (36)) الأحزاب .
و بعد هذا القول الإلهي ينتفي الاجتهاد والتأويل والتحوير وإنما التسليم ولو حدث خلاف حول معنى أو توضيح بيان فالرجوع لأصحاب الشأن والاختصاص كما قال تعالى:
(فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43)) النحل . إذا فعندما يتبرع كاتب مهما اتسعت دائرة ثقافته ويفتي ويلوي عنق القول الشرعي أو يكيفه على هواه ومرجعيته الثقافية وربما أنها ثقافة غربية فليس بمخول بالفتوى أو التفسير في الأمور الشرعية ولدينا مرجعية شرعية وهناك قول مأثور لا يفتى ومالك في المدينة.
إن ظهور الدكتور أ حمد قاسم الغامدي على قناة فضائية مصطحبا زوجته ليس لتشارك في حوار بناء أو قضية من القضايا الاجتماعية وان كانت كاشفت الوجه فالأمر فيه سعة لكن هذا الظهور الصادم بغرض إظهار هذه السيدة في كامل أناقتها ليقول هذا الزوج هذه زوجتي كاشفة الوجه وهذا أمر مشروع بل يجاهر ليقول للناس هذا هو الشرع ولكم النظرة الأولى والثانية والثالثة الخ.. فهذا السلوك من شخصية كان لها صلة مباشرة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ترفضه الفطرة السليمة لان علة عدم كشف الوجه الفتنه وما يعقبها من الكثير من الأذى قال سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59)) وهناك بعض المشايخ يتطوعون لتبرير مثل هذا السلوك كالشيخين الغيث والكلباني وهذان الشيخان عليهما قضايا في المحاكم وفي بعض الوسائل الإعلامية ولنا في هذا الوطن الغالي بلاد الحرمين الشريفين مرجعية للفتوى ومعالجة أي قضايا شرعية خلافية ونثق بهذه المرجعية ثقة مطلقة لعلمنا بفضلهم وتحوطهم للأمور الشرعية وتحريهم للحق والصواب وما أقدم عليه الشيخ الدكتور الغامدي يضاف إلى بعض التراكمات لفضيلته بالفتاوى والتي ما تزال مثار خلاف في المجتمع السعودي وهذا الموقف يملي علينا العودة إلى المرجعية الشرعية وعدم الخوض من مثقفينا في مثل هذه الأمور الدينية حتى لا يتشعب الموضوع ويساء الفهم وهناك بعض الكتاب يتحدثون عن زوجة أردوغان وعمل مقارنة مع ظهور زوجة الغامدي كاشفة الوجه على قناة فضائية فا المقارنة ظالمة و لم تكون عادله فزوجة الرئيس التركي تتسم بالحشمة والوقار بعكس زوجة الدكتور الغامدي فظهورها كان لعرض الوجه وهي بكامل أناقتها فقط لا غير وهذا بيت القصيد والإنسان العربي المسلم يغار على حرمه من زوجة وبنات وأخوات وعمات وخالات والغيرة مزروعة في الإنسان السوي والفطرة السليمة وقال احد الغيورين على زوجته المصونة :
أغار عليك من قلبي وعيني : ومنك ومن زمانك والمكاني
ولو أني وضعتك في عيوني : إلى يوم القيامة ما كفاني
أيها العقلاء لو هذا الظهور لرجل عادي لهان الأمر لكن من أحد المشايخ وبهذه الهيئة الوقورة مصطحبا زوجته وبتلك الهيئة أيضا إنها صورة صادمة ومحزنة وكسر لحاجز الوقار والحشمة في بلاد الحرمين الشريفين ومهبط الرسالة الإسلامية السماوية والله المستعان .

العميد م. صالح بن حمدان
 0  0  1537