×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

وظيفتي مسؤوليتي: القيم الخمس الكبرى

وظيفتي مسؤوليتي: القيم الخمس الكبرى

د. فايز عبدالله الشهري

من المهم في الحياة العملية من وجهة نظري-التفريق بين الوظيفة والدور، فالوظيفة موقع إداري يحدده الخطاب الرسمي القاضي بتعيين الشخص في وظيفة ما. أما الدور فهو ذلك الإحساس بالمسؤولية ومن ثم الاجتهاد والعمل المتقن لتحقيق دور إداري وبصمة اجتماعية وإنسانية لا تُكتب في قرار التعيين.

وحتى تصبح الوظيفة دورا في المجتمع، وتزكية للضمير أضع أمام قارئ هذه الأسطر خمس قيم كبرى اختبرتها في الحياة الوظيفية موظفا ومراقبا ومدربا لموظفين على مدى ما يزيد عن عشرين عاما.

القيمة الأولى: الأمانة، وهي مظلة لفضائل أخلاقية كثيرة، وفي كتاب الله الكريم وصف الحكيم الخبير القوي الأمين بخير المستأجرين.

القيمة الثانية: الإتقان (المهارة) وهذه الفضيلة في نظري ركن أساس لتدعيم استشعار المسؤولية وهناك العديد من النصوص الشرعية التي عززت هذا المفهوم في أكثر من موضع.

القيمة الثالثة: الاستمتاع بالعمل، كثيرون اعرفهم وتعرفونهم ممن يقضون سنوات العمر وهم يتبرمون من أعمالهم وأوضاعهم، إن هؤلاء لو جربوا النظر إلى الجوانب الإيجابية في الدور الموازي للوظيفة لاستمتعوا بعملهم كثيراً ونعموا بصحة نفسية أفضل.

القيمة الرابعة: التميز والإبداع وهذه القيمة تأتي تبعا لما سبق من قيم بحيث يصبح الموظف في وهو يؤدي وظيفته رقما مهما في معادلات إدارته.

القيمة الخامسة: العفاف الذي يجلب الغنى. يظن بعض الناس أن مكاسب الوظيفة الآتية من استغلال النفوذ وقبول الرشاوي مال طيب وكسب طاهر. نعم قد يملأ الموظف المتكسب بوظيفته خزائنه بالمال ويتوسع في شراء الدور والأراضي وقد يقول عنه الناس أنه تاجر كبير فيما بعد. السؤال الأهم هل يمكن أن نسمّي كل تاجر غنيا ؟! بالطبع لا لأن الغنى هنا غنى النفس وقناعتها بالكسب الحلال وهي قيمة لا تشتريها بمال الرشوة ولا نفوذ من تعرف من كبار الناس. الغنى في المال والنفس والروح ثمرة طبيعية لمن استشعر مسؤولية العمل وأمانة السلوك وعدالة التعامل مع الناس الذين تأهل للوظيفة ليؤدي دوره في خدمتهم.

ــــــــــــــــــــــــــ
ضمن حملة وظيفتي مسؤوليتي ــ التي نظمها وأشرف عليها مكتب الدعوة والإرشاد بتنومة


 0  0  6856