خمسة نماذج للموظفين
خمسة نماذج للموظفين
بقلم الأستاذ/ محمد بن سعد آل مسفر
إن أهم ما تميزت به الحضارة الإسلامية عن غيرها من الحضارات الأخرى هو العدل ، وهو الذي دخل الناس به في دين الله أفواجاً ، والعدل صفة الإنسانية المستقيمة التي تشمل السلوك الإنساني بأكمله ، والعدل لايمكن أن يتحقق إلا بالأمانة التي هي كل لايتجزأ وقيمة مطلقة لايمكن تقييدها ببنود أو مواثيق ، ولا تدخل في إعتبارات المكان والزمان ، حتى مع الخصوم بل ومع الأعداء ، وقد حرم الله تعالى مايقابل العدل وهو الظلم ، وجسد مفهوم العدل والأمانة في شخصية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم . ولا تسأل عن مجتمع غاب فيه العدل واختفت فيه أنوار الأمانة بين البشر . والحديث هنا عن الموظف الذي قدر الله له أن يكون عمله له طابع التعامل مع الجمهور ، وفي مجتمعنا خاصة ، وباعتبار السلوك الذي يمارسه أولئك الموظفين فإنه يمكن تصنيفهم إلى خمسة نماذج هي :
النموذج الأول: هو الموظف الذي يصطحب معه كل مشاكله وهمومه العائلية والوظيفية إلى مقر عمله ، ثم يصب جام غضبه على معشر المراجعين الأبرياء مما لحق به ، والذين يجب عليهم طلب وده لإنجاز معاملاتهم تفادياً لسماع تلك الكلمة الأسطورة "راجعنا بكرة" ، وتأتي هذه الكلمة بتثاقل مستفز تشعر معه أن المقصود منها مغادرة مكتبه فقط ، لذا يجب عليك وكمحاولة إستباقية لمنعها أن تمطره بوابل من الجمل "النفاقية" والابتسامات المجبرة.
النموذج الثاني: هو الموظف الذي لديه معايير خاصة لإنجاز المعاملات ، فمن أجل أن تحصل على أفضل خدمة ، وعلى سبيل المقايضة ، يجب أن تستعرض له قائمة بخدماتك التي من الممكن أن تقدمها له ، أو أن تختصر الوقت بتجهيز جرعات "فيتامين" قبل المراجعة ، فأصحاب الفيتامين هم من يحظون لدية بالانجاز ، وعجيب أمر هذا الفيتامين ! فالبعض منه "عالي" التركيز لدرجة تجعل معاملتك تنجز دون مراجعة.
النموذج الثالث: موظف مستهتر ، نظرته للعمل روتينية بحتة ، طابعها الملل والتلاعب بوقت العمل ، فيمارس أنواعاً من التسيب الإداري بدءً بوقت "صحن الفول" ثم التنقل بين المكاتب وأروقة المبنى وتبادل الحديث والطرائف مع الموظفين ولا يهتم بمعاملات الناس وتأخيرها وتكدسها وتضرر أصحابها ، ومع كسله وإهماله فلن يكون هناك متسع لتلك المعاملات الواجب إنجازها فيقوم بترحيلها الى وقت آخر وتوزيع عبارة "راجعنا بكرة".
النوذج الرابع: وذلك هو قاصم الظهر ، والداء العضال ، وهو الموظف الذي جمع ماذكر كله ، يمارس أنواع العبث اللا إنساني بكل أشكاله ، وينتهك مصالح البشر بكل صفاقة وجه ، ولاتعرف من أين يستمد شريعته وقوانينه ، وله فلسفة غامضة لاتدري من أين تأتي لها ، ولأجل تعنته وعنجهيته وعدم تقديره لعواقب سلوكه تضيع الحقوق ، وتتعطل المصالح ، فهذا يجب عليك أن تتسلح معه برباطة جأشك وترديد "اللهم إكفنيه بما شئت".
النموذج الخامس: وهو الذي يقدم مخافة الله قبل أي إعتبار ، ويستشعر الأمانة المناطة على عاتقه ، ويراعي حقوق الآخرين ، ويعرف مايجب عليه نحوهم من إحترام وتقدير ، ويعي قيمة الدقيقة التي يقضيها في مقر عمله ، ولايخضع لأهواء شخصية أو رغبات دفينة ، يتقن بإبداع فن الإتصال مع الناس ، ويتفهم مشاعر البشر ، فيتعامل معهم بإسلوب محبب للنفس وطريقة مهذبة تنم عن أخلاقه العالية من غير إفراط أو إخلال بمسار العمل ، فكم من ثناء عاطر له ، وكم من دعوة يستحقها بظهر الغيب ، وهو الذي نرفع له أكف الدعاء تقديراً وشكراً ، ونسأل الله أن يكثر لنا من أمثاله.
غياب العدل في إنجاز المعاملات يعني سيطرة الفوضى ، ويؤدي إلى التحايل والإلتفاف على الأنظمة وتعطل مصالح العباد ، وظهور فئة مستأثرة بمقدرات الأمة دون غيرها ، وما أسهل رفع الشعارات وإدعاء المثالية ولكن الواقع هو الذي يبين لنا الموظف الملتزم بالأمانة المهنية والعدل العملي في كل ميادين الحياة ، وذلك الموظف هو المعدن الثمين بل هو أثمن المعادن الذي يعكس الصورة الراقية عن جهازه الإداري وعن الأمة بأسرها.
النموذج الأول: هو الموظف الذي يصطحب معه كل مشاكله وهمومه العائلية والوظيفية إلى مقر عمله ، ثم يصب جام غضبه على معشر المراجعين الأبرياء مما لحق به ، والذين يجب عليهم طلب وده لإنجاز معاملاتهم تفادياً لسماع تلك الكلمة الأسطورة "راجعنا بكرة" ، وتأتي هذه الكلمة بتثاقل مستفز تشعر معه أن المقصود منها مغادرة مكتبه فقط ، لذا يجب عليك وكمحاولة إستباقية لمنعها أن تمطره بوابل من الجمل "النفاقية" والابتسامات المجبرة.
النموذج الثاني: هو الموظف الذي لديه معايير خاصة لإنجاز المعاملات ، فمن أجل أن تحصل على أفضل خدمة ، وعلى سبيل المقايضة ، يجب أن تستعرض له قائمة بخدماتك التي من الممكن أن تقدمها له ، أو أن تختصر الوقت بتجهيز جرعات "فيتامين" قبل المراجعة ، فأصحاب الفيتامين هم من يحظون لدية بالانجاز ، وعجيب أمر هذا الفيتامين ! فالبعض منه "عالي" التركيز لدرجة تجعل معاملتك تنجز دون مراجعة.
النموذج الثالث: موظف مستهتر ، نظرته للعمل روتينية بحتة ، طابعها الملل والتلاعب بوقت العمل ، فيمارس أنواعاً من التسيب الإداري بدءً بوقت "صحن الفول" ثم التنقل بين المكاتب وأروقة المبنى وتبادل الحديث والطرائف مع الموظفين ولا يهتم بمعاملات الناس وتأخيرها وتكدسها وتضرر أصحابها ، ومع كسله وإهماله فلن يكون هناك متسع لتلك المعاملات الواجب إنجازها فيقوم بترحيلها الى وقت آخر وتوزيع عبارة "راجعنا بكرة".
النوذج الرابع: وذلك هو قاصم الظهر ، والداء العضال ، وهو الموظف الذي جمع ماذكر كله ، يمارس أنواع العبث اللا إنساني بكل أشكاله ، وينتهك مصالح البشر بكل صفاقة وجه ، ولاتعرف من أين يستمد شريعته وقوانينه ، وله فلسفة غامضة لاتدري من أين تأتي لها ، ولأجل تعنته وعنجهيته وعدم تقديره لعواقب سلوكه تضيع الحقوق ، وتتعطل المصالح ، فهذا يجب عليك أن تتسلح معه برباطة جأشك وترديد "اللهم إكفنيه بما شئت".
النموذج الخامس: وهو الذي يقدم مخافة الله قبل أي إعتبار ، ويستشعر الأمانة المناطة على عاتقه ، ويراعي حقوق الآخرين ، ويعرف مايجب عليه نحوهم من إحترام وتقدير ، ويعي قيمة الدقيقة التي يقضيها في مقر عمله ، ولايخضع لأهواء شخصية أو رغبات دفينة ، يتقن بإبداع فن الإتصال مع الناس ، ويتفهم مشاعر البشر ، فيتعامل معهم بإسلوب محبب للنفس وطريقة مهذبة تنم عن أخلاقه العالية من غير إفراط أو إخلال بمسار العمل ، فكم من ثناء عاطر له ، وكم من دعوة يستحقها بظهر الغيب ، وهو الذي نرفع له أكف الدعاء تقديراً وشكراً ، ونسأل الله أن يكثر لنا من أمثاله.
غياب العدل في إنجاز المعاملات يعني سيطرة الفوضى ، ويؤدي إلى التحايل والإلتفاف على الأنظمة وتعطل مصالح العباد ، وظهور فئة مستأثرة بمقدرات الأمة دون غيرها ، وما أسهل رفع الشعارات وإدعاء المثالية ولكن الواقع هو الذي يبين لنا الموظف الملتزم بالأمانة المهنية والعدل العملي في كل ميادين الحياة ، وذلك الموظف هو المعدن الثمين بل هو أثمن المعادن الذي يعكس الصورة الراقية عن جهازه الإداري وعن الأمة بأسرها.
apoyazn@hotmail.com
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضمن حملة مكتب الدعوة بتنومة ( وظيفتي مسؤوليتي )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضمن حملة مكتب الدعوة بتنومة ( وظيفتي مسؤوليتي )