×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

تعليم البنات وصناعة الموت

تعليم البنات وصناعة الموت

بقلم/ صالح حمدان
الموت أصبح يتربص ببنات الوطن كل الدوائر في الطرقات والمنحدرات والمرتفعات على قمم الجبال وعلى سفوحها وفي بطون الأودية والهجر والقرى ومجاهل الصحراء ورمالها المتحركة والثابته ,فأين المنجأ والمخرج , فكل يوم تطلع شمسه نفاجأ بحادث أو عدة حوادث تغتال معلمة أو إثنتان أوثلاث الخ ... من بنات الوطن وهن يصارعن الحياة من أجل البقاء بكل معاناتها ويصارعن الموت بكل جبروته لنقل المعرفة لطالباتهن في طول الوطن وعرضه ومناطقه النائية بكل أطيافه ولكي يعشن حياة كريمة مستقرة تحفظ لهن كرامتهن ويسعين للحفاظ على ماء الوجه لكي لا تمتد أيديهن لأحد طلبا للمعونة أوالإستجداء في بلد الخير والعطاء من أجل بناء مستقبل مشرق وآمنا لهن ,و لكن كيف يستطعن تجاوز هذه العوائق المميتة وهناك صناع الموت بحرفية عالية وبمهنية إلى درجة الإتقان والتميز في وزارة التربية والتعليم (تعليم البنات ) ؟!! أنهم يصنعون القرارات خلف الأبواب المغلقة بآذان لاتسمع الصراخ أوالأنين وطلب النجدة والغوث والنجاة من براثن الموت وبعيون لاترى الأشلاء الممزقة والدماء المسفوحة على تراب الوطن والأجساد المسحوقة والآمال التي ذهبت أدراج الرياح لدى الجهات المعنية في مكاتب الوزارة أو إدارا ت التربية والتعليم في المدن والمحا فظات , ولو دققنا النظر لوجدنا أن هؤلاء الضحايا أو فلنقل الشهيدات بإذن الله من الطبقة الفقيرة المطحونة المسحوقه في مجاهل الوطن ليس لهن معرفة أو واسطة أو معين فيقعن فريسة للقلوب التي لاتعرف إلى الرحمة أوالشفقة سبيلا وإن كانوا أو كن ممن تحملوا أو تحملن المسؤولية في مجال إدارة شؤون التعليم على مستوى المملكة فالواجب في ظل هذه المسؤولية تحقيق العدالة لكل المعلمات من كل أطياف الوطن !!! وحماية الأرواح البريئة من الموت والفناء.
وهناك أيضا من يسرع بهذا لموت وقتل الحياة وهو أيضا صناعة محلية وهي وسائل النقل المهترئة والسائقين قليلي المعرفة والخبرة والمتهورين والجاهلين بوعورة الطرق ومخاطرها.

بعد كل هذه الكلمات الصادمة لكل أبناء وبنات الوطن ماذا انتم فا علون (يا تعليم البنات ) ألا يوجد لديكم حلول لوقف هذا النزف من الدماء الطاهرة المسفوحة على تراب الوطن كل يوم؟!!! ألم تقّضّّ مضاجعكم حوادث الموت التي تتخطف المعلمات بين فينة وأخرى إلى العالم الآخر.

حتى متى نحن والأيام نرقبها **** وإنما نحن فيها بين يومين
يوم تولى ويم نحن نرقبه **** لعله أقرب الأوقات للحين

كلما أردت أن أصل إلى نهاية لهذه العجالة من البوح بما في النفس من الحزن والألم بسبب هذه المعاناة المؤلمة أتذكر أن هناك أمور لابد من إستدراكها في ظل العديد من الحقائق المؤلمة ,أطفال يتموا وأزواج وأسر مكلومة ونزف حاد من الدماء البريئة التي لا حول لها ولا قوة ثم هل لابد من سلك هذا الطريق المميت والذي لانهاية له؟! نفق مظلم لا يرى في نهايته بصيص أمل.
اللهم فارحم واغفر وتجاوز عن كل من مات في سبيل الوطن وعفوك وكرمك ورحمتك أعظم وأجل , اللهم ويسر لهن مخرجا وفرجاً وأحفظ كل أبناء وبنات الوطن من كل سوء ومكروه .

 0  0  1779