×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

الصحوة العكسية!!

الصحوة العكسية!!

بقلم/ عبدالرحمن متعب


ظهرت دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في زمن كثرت فيها البدع والخرافات والإبتعاد عن دين الله,فكانت هذه الدعوة تصحيح للمسار الإسلامي في الجزيرة العربية وأيضا في الأقطار المجاورة ولكنه لم يسمها صحوة ولم ينقض مابناه العلماء السابقون له, بل كانت دعوة مجددة محاربة للجهل وسار عليها العلماء من بعده ولم يجعلها حزب أو جماعة , فقد كان همه الدعوة إلى الله وإتباع سنة نبينا صلى الله عليه وسلم ,ولكن في الثمانينات الميلادية ظهر من أسموا أنفسهم بجيل الصحوة فاخذوا منابر المساجد وحلقات التحفيظ والمراكز الصيفية وغيرها لحشد أكبر عدد من المناصرين لمنهجهم ومع مرور السنين أثبتت أنها صحوة عسكية ضربت الإسلام في مقتل وخرجت المتطرفين من تحت عباءة هؤلاء الجيل العكسي للصحوة , فهمشوا دور كبار العلماء وأعرضوا عن الإستنارة بهم حتى أصبح أكثر أتباعهم يصد عن كبار العلماء وعن الفتاوى التي كانت تصدر منهم ، ولم يكتفوا بهذا , بل أطلقوا ألقاباً على من سار على نهج هؤلاء العلماء ومنها لقب الجامية الذي نبزوا به العلامة الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله والذي زكاه كبار العلماء أمثال الشيخ عبدالغزيز بن باز ومحمد بن صالح العثيمين رحمهما الله ومفضلين السير على نهج من نبز دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وأتباعها بالوهابية . هؤلاء الصحويين جروا الويلات للأمة الإسلامية وخاصة الشباب الذين إتبعوهم على غير هدى وكأن على أعينهم غشاوة عن مشاهده الحقيقة وأصموا آذانهم الا من إتباع جيل الصحوة الوهمية , حتى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم قاموا يفسرونها على أهوائهم مخالفين لتفسيرالعلماء السابقين واللاحقين.

خرج من تحت عباءة الصحوة الوهمية التكفيريين والدواعش والقاعديين حتى وإن أنكر بعضهم ذلك وتبرأ , فإن تسجيلاتهم تدينهم , وقد حالفهم في زيادة النكبة نسختهم المشابهة لهم في الأهداف ومختلفة قليلاً في الفكر وهي الليبرالية والعلمانية وتحالفوا ليشكلوا معول هدم من عدة جبهات على الامة الإسلامية بين الإفراط باسم الصحوة والتفريط بإسم الحرية .
تكاد الآن أن تختفي الأمة الوسط بسبب هاتين الطائفتين الرئيسيتين وللأسف أن أعضاءها أصبح لهم اليد الطولى في الإعلام والمناصب العلمية والإدارية , فأصبحنا بين سندان ومطرقة إستخدموا في صحوتهم العكسية إُسلوب العزف على عاطفة الشباب وجرهم إليها ,ومع ظهور الربيع العربي المزيف إستمر هؤلاء في التشجيع والإنطلاق بعد كبح جماح عبثهم لفترة من الزمن بعدما تبين فساد أهدافهم فصفقوا لمدمري بلدانهم باسم التغيير والحريّة.

فللنظر ماذا كانت النتيجة, بلدان ممزقه وتشتت غير مسبوق وبطون خاوية وأشلاء لا تجد من يدفنها وأيتام لايجدون من يأويهم ولاجئين تقطعت بهم السبل وضاقت بهم المخيمات , يجدون من يعطيهم مرة وينساهم عشراً ,,,


 0  0  8734