رحمك الله ياعم غرم
رحمك الله ياعم غرم
نظارة عتيقة قد إستراحت بهدوء فوق مصحف قد تلاشى بعض حبر غلافه ، تلك هي آخر عهدنا بالعم "غرم بن سعيد الشهري" ، ونعم الأثر ، تركه لنا رجل عزيز على قلوبنا ، وترك معه فراغاً كبيراً يصعب تعويضه ، فقد كان لنا ملء السمع والبصر . رحل عنا صديق الجميع ، رحل عنا حمامة المسجد ، رحل عنا رجل المبادرات الإصلاحية ، رحل من كان نعرف معه النهاية السعيدة لأي مشكلة ، رحل من لم ينتظر من أحد رداً لتلك الأيادي البيضاء ، فلله دره كم كان عظيماً.
من رُزق القبول لدى الناس وصاروا يستبشرون به ، ومن إزدحمت جنبات المستشفى بجموع الزائرين والمحبين ، ومن إتسمت حياته بسماحة النفس وطيب القلب لكل من حوله ، فذلك هو الموفق وذلك هو الفريد ، وكذلك كان العم غرم ، ويالجمال تلك الابتسامة التي لم تفارق محياه حتى وهو يحاول أن يخفي الألم ، ولكن المحب له كان يقرأ بوضوح أنات الألم في تقاسيم وجهه الوضاح.
"ياعم غرم" عرفناك أباً وأخاً وصديقاً ، ولقد كسبت بحق حبنا ، وتملكت بخصالك الفاضلة ودنا ، وإن مصابنا فيك جللا ، تثاقلت معه الكلمات ، وتزاحمت منه العبرات ، ووالله إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك لمحزونون ، ولكن لانقول إلا مايرضي ربنا الذي كتب علينا الموت "إنا لله وإنا إليه راجعون" ، ونسأله تعالى أن يجبر مصابنا فيك . وعزاؤنا ( لصديقة أمي رحمها الله ) أم فايز ولأبنائه وأسأل الله أن يرزقهم بر أبنائهم مثل برهم بوالدهم ، وعزاؤنا لأفراد قرية ال علبه وقبيلة جبيهة ولجموع الذين له في قلوبهم مكان ، وأسأل الله العظيم أن يجمعنا به وبكل عزيز لدينا في مستقر رحمته.
فالناس كلهم لفقدك واجد=وفي كل بيت ونة وزفير
محمد بن سعد ال مسفر
apoyazn@hotmail.com