×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

في وداع الدكتور زهير


في وداع الدكتور زهير


الحديث عن الدكتور زهير بن عبد الله بن عبد الكريم حديث ذو شجون . حديث لا يكاد ينتهي ...
جمعتنا مقاعد الدراسة قبل ثلاثين عاما بالضبط . لم يكن هناك ما يميزه غير هدوئه . ثم افترقنا لسنين وعدنا لنلتقي مرة أخرى أثناء الدراسة الجامعية بل ولنتشارك ذات الغرفة وذات الرغيف ونعرف بعضنا عن كثب بلا حواجز أو تصنع فقد كانت علاقة شفافة مبنية على معرفة قديمة وأخوة صادقة . ثم افترقنا لسنين لنعود ونلتقي في عمل واحد ثم افترقنا سنين اخرى وعدنا لنعمل في مكتب واحد وكأن قدرنا أن نفترق لنلتقي وعسى أن يكون الملتقى الأخير في جنات النعيم .
ولد الطفل الصغير ونشأ في إحدى ذرى جبال السراة الشم ليتلمس بقايا أبوة فقدها صغيرا فلم تكتحل عيناه بمرأى والده إذ فقده صغيرا فوجد أما هي كل شيء فقد كانت الأب والأم والأخ حين لم يكن هناك أب او أخ . أولته كل عنايتها ومنحته فيض حنانها حتى شب ابنها عن الطوق وأصبح رجلا يشار إليه بالبنان .
نشأ الشاب نشأة هادئة صامتة في حين كانت تعتمل في نفسه أسباب تعويض الفقد التي أفرزت نجاحا لا نظير له تحفه عناية الله وتمهد له الطريق تلك الدعوات من أم تتلهف لرؤية ابنها الوحيد ناجحا خصوصا وقد كان نعم المكافئ لبرها وإحسانها فقد أولاها كل اهتمامه وجعل راحتها أساسا لكل خطوة نجاح يخطوها .
أصر على النجاح وحاز شهادة الماجستير وهو على رأس العمل معلما وواصل نجاحه فحاز شهادة الدكتوراة رغم بعد الشقة وكثرة الصوارف . لم يكن ليقف عند هذا النجاح فقد كانت له نفس تواقة جعلته يتبوأ سنام كل منصب في محيطه الإقليمي حتى زهد في المناصب ثم توج ذلك كله بالحصول على الجائزة الوطنية الأعلى في مجال عمله التربوي(جائزة المشرف التربوي الأول على مستوى الوطن ) وحاز الجائزة الأكبر في هذا المجال . وفي سعيه الحثيث نحو تحقيق طموحاته وأحلامه التحق أخيرا بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية كأحد أعضاء هيئة التدريس الأكفاء .
إن في هذه السيرة العطرة وقفات ودروس وعبر فبر الوالدين هو السر الأعظم في النجاح والتوفيق والصبر مفتاح الفرج والهمة العالية تذيب الصعاب مهما كانت . كان قريبا من الكل لا تكاد تميزه من بين جلاسه إلا بحسن منطقه وروحه المرحة الطيبة وثقافته العميقة . أقرب الناس اليه هم البسطاء والزملاء ممن قد يأنف غيره من مجالستهم للبون الشاسع بينه وبينهم بمعايير المتغطرسين والمتكبرين .
ونحن إذ نودع حبيبنا وأخانا الدكتور زهير بأدمع ما تكاد تمهلنا لندعو الله أن يجعل أيامه القادمة حافلة بالنجاح والعطاء والتميز ونؤكد له أن المعاهد والشخوص كلها تأسى لفراقه وتحن لمصافحته من جديد .


مقال للأستاذ /عمر آل عبدالله
المشرف التربوي بتعليم النماص
 0  0  7517