مقومات وأخلاقيات الحوار (المفقودة )
مقومات واخلاقيات الحوار (المفقودة )
بقلم / سعيد آل عباس الشهري
يطول الحديث والخوض في مفاهيم الحوار ، وكل يدلي بدلوه حسب طريقته وفهمه ،ولأن ثقافة الحوار حديثة عهد على مجتمعاتنا إذ تسود هيمنة الطرف الاقوى على أي موقف بدءاً بكبير الأسرة والتسلسل الهرمي ولمن تخوله وظيفته لممارسة الصوت والرأي الواحد .
وإن وجد مايسمى (حوار) على الطريقة البدائية فإن الكلمة النافذة (للقشعم) أي كبير القوم المستبد بالرأي فهو يملك وحدة صلاحية التسكيت والحصول على الموافقة بالرضا أو العصا ولأن آلية الحوار ومفاهيمه غير وارده في قاموس مجتمعنا يخضع ذلك لعدة عوامل أهمها ، توارث أن الكلمة أو الرأي أو القرار لا يمتلكها إلا أُناس (منزهين)إما بقوة النفوذ المعنوي أو المادي وحسب ما اعتدنا عليه ، كذلك لا يسمح لصغير السن ممارسة أي حق في الحوار أو التعبير حتى عن بعض همومه لأسرته أو معلّمه إذ لا يجرؤ على ذلك لما مورس عليه من إجراءات القمع والتسكيت بعد أن كان يعجب أهله عند طفولته بنطقه لبعض المفردات مثل :ماما و بابا و جده وما الى ذلك .
وعند مرحلة الإفصاح والإستفسار والطلبات يتم التغيير بالتعامل معه بالعنف اللفظي والصفع والإذلال والتخويف ، كذلك عدم توفر الصبر لتقبل الرأي والنقاش أو الاستعداد للإستماع للآخر حيث أن ثقافة الإقصاء هي الطاغية في حياتنا وأجيالنا المتعاقبة لأننا لاندرك ماهو الحوار ومقوماته وأخلاقياته ، ومع أن الساحة مليئة بالكفاءات العلمية والأدبية والثقافات المتعددة وأصبح شبابنا على قدر كبير من التأهيل إلا أننا نظل أسرى للبيئه وتقاليدها المزمنة .
ومن أدبيات ومقومات الحوار وجود التكافؤ بين المتحاورين لأنه يصعب الخروج بأي قيمة من التحاور إذ أن معظم الافكار ومن يحملها قد انتهت صلاحيتهما ولم يعد تصدر الأماكن طلباً للبروز والبحث عن الوجود مهماً ،كذلك الاستحواذ على الرأي وفاعلية فرض الرأي بالقوة ، ولكن الآمال كبيرة في أن يسود الحوار المجدي مجتمعاتنا بدأً بالأسرة والقبيلة وأماكن العمل والتعليم ليكون بذلك مظهراً من مظاهر التحضر والمدنية ، وبالله التوفيق .