×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

قلي بأية حال عدت يا عيد ؟!


قلي بأية حال عدت يا عيد ؟!



لقد عدت إلينا أيها العيد المبارك كعادتك بثوبك الجديد تنشر الفرح والسعادة والبهجة في كل أرجاء الوطن بل وفي كل أرجاء الدنيا عدت يا عيد مكبرا ومهللا تعطر الدنيا وتشنف الآذان ونحن نتجمل لك ولكننا لسنا كما كنافي عامنا الماضي والذي قبله........ لم نعد نحسن الخطاب فيما بيننا سواء في قريتنا أوحينا أو مدينتنا أو امتنا الإسلامية لم نعد كما كنا نتزين ونتواصل ونبتسم لبعضنا البعض ونجتمع نتبادل التهاني ونتزاور ونتلمس أحوال الناس ونتبادل التحايا ونقدم الهدايا حتى لحم الضحايا كنا نتبادله فيما بيننا وكان الكل يضحي من بهيمة الأنعام وكان التعاون والتزاور سمة حياتنا وديدنها لم اذكر أيها العيد المبارك أن في قريتنا أحدا لم يضحي فالكل كان يربي من غنمه ضحيته طوال العام ويرعاها رعاية خاصة وكل الأسرة تشارك في تربية ورعاية هذا الضحية وكانت تبعث فينا الشوق لك أيها العيد المبارك لم نعد كما كنا لقد تغيرنا وتغيرت طباعنا ومشاعرنا كنا نجتمع في صلاة العيد رجال ونساء وأطفال في مشهد العيد المعد لهذا اليوم وفي كل قرية مشهد عيد ونستمع بإصغاء لخطبة العيد ونتمعن معانيها ونردد التكبير والتهليل بقلوب مفعمة بالإيمان والفرح أيها العيد المبارك لم نعد كما كنا!!!!كانت الأسرة تجتمع عند ذبح الأضحية ونكبر كلنا مع كبير العائلة أب أو عم أو أخ والكل يتباهى بعيده ويفاخر والكل يأخذ إجازة العيد بمحض إرادته عن مزرعته أو عن حرثه أو عن رعيه لان الكل كان يعمل ويأكل قوته من كد يده ليس كما هو حالنا في هذا الزمن الصعب فقوتنا يصنع لنا من خارج الوطن من وراء البحار !!! عجيب أمرنا أيها العيد المبارك كنا أيها العيد نستغل كل دقيقة من هذه الاجازة التي لا تُطبع ولا تقرأ ؛إنها فعل اقتطعناه من وقتنا لنلهو ونلعب بكل برآة الدنيا بكل برآة الطبيعة كما تلهو العصافير بللها المطر، وأحدثك أيها العيد المبارك عن ثوب العيد لقد كان في نظرنا في غاية الجمال ومنتهى الطموح والآمال وهو ثوب واحد في السنة للرجل أو المرأة إلا نادرا في بعض الأسر الميسورة أن وجدت وإلا فالحال واحد ليس كما هو حالنا في هذا الزمان فلقد حكى لي احد الأصدقاء انه يخيط من الثياب عند الخياط في كل فترة (25 ) ثوبا والفترات ربما( 3 ) فترات في العام الواحد.نعود لثوب العيد زمان فكنا عندما نرتديه صباح العيد نشعر بفرحة كبيرة وشعور غاية في السعادة والبهجة ونزور كل بيوت القرية وكان كل بيت يصنع طعاما فنأكل من كل بيت ولكن لقيمات تأدبا ونظام أخلاق وفطرة.
بأية حال عدت ياعيد؟!! ها أنت أطليت علينا كما كنت إلا أننا لم نكن كما كنا تغيرت الطباع فينا وتغيرت الأخلاق وكثر الشقاق والنفاق ومساوئ الأخلاق تعالت أصوات الفرقة والكراهية وتعالى صوت الاحتراب بين الأمة الواحدة أصبح كل مستور مفضوح وكل محظور مباح حتى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يعد كما كان مرغوبا محبوبا مندوبا لقد أصبح غير مرغوب فيه ونقصيه ونأباه فالأمر لله من قبل ومن بعد أيها العيد المبارك لن أصدمك بحالنا الآن فلقد كثرت فينا المساجد وكثر المصلين وكثر الدعاء وتعالت أصوات العلماء والدعاة ولنا قيادة راشدة تصارع الدنيا كلها لتبقى راية الدين عالية خفاقة وتنشر روح الإسلام والسلام والمحبة في هذا العالم المضطرب أيها العيد المبارك أعادك الله علينا وعلى وطننا ومليكنا وحكومتنا وأمتنا الإسلامية و نحن في خير وسعادة ونماء وعزة ونصر على كل أعداء الدين وأعداء والمحبة والسلام (ولله العزة من قبل ومن بعد ) وكل عام وأنت ياعيد تعود إلينا تنشر الفرح والمحبة والسلام على كل أرجاء الدنيا ونحن في أحسن حال على كل الأحوال .

بقلم العميد م. صالح حمدان
 0  0  2549