×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

العلماء في مواجهة " داعش "

ابو فراج
بواسطة : ابو فراج

العلماء في مواجهة " داعش "

عقيد (م )/ محمد بن فراج الشهري


لقد كانت الكلمة الواضحة والصريحة التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين أثناء استقباله للعديد من السفراء في جدة كانت ناقوس يدق في عالم النسيان وجرس إنذار لكل من تبنى وتهاون وتناسى ما تقوم به التنظيمات الإرهابية في كافة أقطار العالم وان السكوت عنها والتهاون في درء مخاطرها يعد إهمالا متعمد من قبل الدول وعلماء الدين وكافة العقلاء في المجتمع الدولي ، والكلمة تحتاج إلى أن نترجمها إلى واقع ملموس يحوي مشروعا عمليا لمكافحة التطرف يقوم على شقين :

الأول: الشق الفكري بالدرجة الأولى .. ويعززه موقف أمني لايعرف التراخي بل يكون فيه ردع حازم لكل تصرفات حمقاء .. والشق الثاني: تصحيح المسار الدعوي وتوجهاته على مستوى الأفراد والمجتمع وقيام العلماء بجلاء كل غامض ودرء الشبهات التي تُلبس على المواطن العادي حقائق الأمور ومحاربة كل من يخرج عن طور الاعتدال إلى التطرف اياً كان ، ولاشك في أن جماعات التكفير والغلو اتخذت مما جاء في الوحي من نصوص التكفير والتصنيف والجهاد حجة تستدل بها على منهجها الضال المضل ، لكنه استدلال منقوص أنكره الله على كفرة بني إسرائيل (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ.....) أية 85 سورة البقرة .

فهم يأخذون النصوص بإطلاقها بمعزل عن سياقها وقيودها وضوابطها التي وردت في نصوص أخرى ، وما أتو من جهلهم ، وقلة بضاعتهم في العلم ، وما هذه الشراذم إلا عصابات مجرمة تتستر باسم الإسلام وتفعل الأفعال من القتل و السبي تحت مصطلحات دينية وعلى أساس أنها خلافة إسلامية ، وهي في الحقيقة خارج هذا الإطار ، ولذلك وجب على علماء الأمة أن يقفوا بحزم وعزم لفضح ما تقوم هذه الجماعات فهم خوارج تميز تاريخهم بالعنف والقسوة في التعامل مع المسلمين وقد بين كثير من العلماء حقيقة هذه الفئات وحذروا منهم وصدر مؤخرا سيل من الفتاوى لأكثر من (20) عالما معتبرا معظمهم من المملكة وبلغت حدة فتاوي العلماء الأخيرة إلى إجازة قتل المنتمين لـ (داعش) ومن على شاكلتهم مؤكدين انطباق أوصاف الخوارج عليهم ، ولان في قتلهم نجاة للأمة الإسلامية ، حيث اجتمعت آراء علماء ومشايخ المملكة والعالمين العربي والإسلامي على وصف تنظيم "داعش" ومن ينهج نهجه من الجماعات "المتطرفة " ب(خوارج العصر) وكان رأي مفتي عام المملكة الشيخ / عبدالعزيز آل الشيخ في داعش والجماعات المتطرفة صريحا وواضحا حيث اعتبرهم العدو الأول للإسلام مشددا على أنه يصدق فيهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان ، وسفهاء أحلام ، يقرأون القرآن لايتجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فان في قتلهم اجر لمن قتلهم عند الله يوم القيامة ، أما شيخ الأزهر الدكتور / احمد الطيب ، فشدد على ضلال فكر ومنهج "داعش" وما تقوم به من سفك لدماء الأبرياء وتهجير الأقليات وترهيب للآمنين وان ذلك ليس من الإسلام في شيء داعيا إلى ضرورة نشر قيم التسامح الذي دعت إليه جميع الأديان والتعايش السلمي بين بني الإنسان ، أما عضو هيئة كبار العلماء في السعودية الشيخ / صالح الفوزان فقد اعتبر "داعش" من الجماعات المتطرفة على مذهب "الخوارج" ويستحقون القتل كفا لشرهم ، واستدل بقوله صلى الله عليه وسلم ( أينما لقيتموهم فاقتلوهم) وطالب العلامة الفوزان بان يفعّل علماء الأمة دورهم في التصدي لظهور المتطرفين مثل "داعش" وغيرها والإنكار عليهم وهو ما هو مطلوب من علماء الأمة وهذا ما دعى إليه خادم الحرمين الشريفين .. وان كانت الدول الغربية وأمريكا قد تحركت في هذا الاتجاه فهي بلاشك من صنعت هذه التنظيمات وهي من أطلقها بالتعاون مع دول شريرة لايهمها سوى زعزعة الأمن والاستقرار وخلق الفتن وتبنيها وحين رأت هذه الدول أن السحر انقلب على الساحر بدأت تحاول إيجاد حلول لما ارتكبته من أخطاء جسيمة بحق العالم اجمع . والذي أود أن أصل إليه اهو أن على كل غافل وجاهل أن يعود إلى رشده وان نعود إلى علمائنا ومشايخنا وليس لسفهائنا في تحكيم الأمور الشرعية وعدم اخذ الفتوى من رواد الشوارع والنزاعات بل من أصحابها الذين يقتدى بهم وبعلمهم والذين افنوا حياتهم في البحث والفقه والتشريع وعلوم القرآن ، كما أن علينا تحصين شبابنا من هذا التهور المميت وتنظيف المجتمعات من الشبهات وأهل الشبهات وروادها وان نعلم أن من أفتى بغير علم فقد كذب على الله ورسوله .. وارتكب جرما عظيما .. ونطلب من علمائنا الأجلاّء أن لايتوانوا في كشف حقائق مثل هذه التنظيمات وان يكونوا جميعا ضد كل عابث بالأنفس والممتلكات ومن يخرج عن طوره ليرتكب حماقات باسم الإسلام والإسلام منه وأفعاله براء بل أن ذلك من مخططات أعداء الإسلام الذين يتربصون وبأهله الدوائر ولكن الله سيكشف زيفهم وحقدهم ويردهم صاغرين وعلى الله فيتوكل المؤمنين
...

alfrrajmf@hotmail.com

بواسطة : ابو فراج
 0  0  6106