الهيئة بين التجني والتبرير
الهيئة بين التجني والتبرير
ذم الله تبارك وتعالى الامم السابقة لتقصيرهم في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وامتدح أمة محمد صلى عليه واله وسلم لنهوضهم بهذا الامر المهم الذي اعتبره سبحانه وتعالى سبيلا لحياة الامة .
وكانت الحسبة في بدايتها عملا تطوعيا يقوم به المحتسبون من باب فرض الكفاية الذي يتوجب على طائفة من الامة القيام به وقد مارس رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه الحسبة وتلاهم اعيان المسلمين وخيارهم عبر تاريخ المسلمين الطويل .
وفي الاونة الاخيرة تحولت الحسبة من كونها عملا تطوعيا لتكون عملا مؤسسيا له موظفوه وتنظيماته وآليات عمله . ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي برزت كثير من قضايا الهيئة للسطح وأصبحت اخبار الهيئة وجبة يومية للصحف يتابعها عامة الناس باهتمام نظرا لحساسيتها في الغالب ومن ضمن هذه القضايا الساخنة قضية المتسوق الاجنبي الذي تم تداول مقطع قصير وغير واضح التفاصيل وهو يتشاجر مع رجال الهيئة في احد الاسواق مؤخرا .
وبما ان دين الاسلام دين قائم على العدل فإن من العدل عند نقد عمل هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التعامل والنظر في حال هذا الجهاز بحيادية تامة حتى يمكن الوصول للحقيقة التي ينشدها الجميع محبين ومبغضين .
وخلال العشرة اعوام الاخيرة اصبح عمل الهيئة اكثر تنظيما ووضوحا وأصبحت اعمالهم موثقة بالصورة فلم يتبق لمشكك او مزايد مجالا ولقد اطلعت على بعض الاحصاءات التي تتعلق بعمل الهيئة فوجدت جهودا جبارة تصب في غالبها في جانبين الاول حماية العقيدة والثاني حماية الاعراض والفضيلة وبلغة الارقام فقد كانت اعداد القضايا بالآلاف وكانت الهيئة بعد الله ملاذا لكثير من الناس خصوصا فيما يتعلق بقضايا الاعراض كالابتزاز ونحوه وما يتعلق بقضايا السحر والشعوذة وكذلك محاربة مروجي الخمور وتعقبهم واسقاطهم بطرق احترافية .
من ناحية اخرى ومن باب الانصاف والعدل فلا بد ان يعترف منسوبو الهيئة ومحبوها بوجود اخطاء من بعض منتسبيها تصل احيانا الى حد غير مقبول مما يعطي الرأي العام ثقة في نزاهة الهيئة على الرغم من ان وقوع خطأ من رجل الهيئة لايعني تجريم الجهاز بأكمله كما ان خطأ المسلم لا يعني قطعا وجود خلل في التشريع الاسلامي فلطالما اسهمت الهيئة في علاج آلاف القضايا وحالت دون وقوع جرائم لا حصر لها .
ان الاعتراف بالخطأ امر محمود حتى وإن كان من أقرب الاقربين وهذا نهج نبوي كريم كقوله عليه الصلاة والسلام لخالد بن الوليد ( اللهم اني ابرأ اليك مما صنع خالد ) بعد قتله لبعض من بني جذيمة وقد اعلنوا اسلامهم ولكنه شك في صدقهم وكذلك قال عليه السلام لاسامة ابن زيد حين قتل رجلا بعد ان اعلن الشهادة (أشققت عن صدره ) الى غير ذلك من الاحاديث الشريفة الدالة على ان الخطأ لا يمكن تبريره حتى وان كان من قائد الجيش او عضو الهيئة او المعلم او رجل الامن فهذا يبعث في النفس الاحساس بالعدالة وان العدل آخذ مجراه لا محالة .
ختاما .. يا منتقدو الهيئة : أقلوا عليهم فلعل بحر حسناتهم يشفع لهم بعض اخطائهم وهفواتهم .ولمحبي الهيئة والمنافحين عنها : اعترفوا بوجود اخطاء إذ ان عدم الاعتراف بذلك قد لا يخدم الهيئة ولا الاسلام على المدى البعيد خصوصا في ظل وسائل التواصل السريعة التي اسهمت في سرعة انتشار الاخبار وحاجة المسلمين الى توسيع صورة المحبة والسلام بعد ان توشحت صورة الاسلام النقية بظلام الاعمال الارهابية المنسوبة اليه زورا وبهتانا .
وكانت الحسبة في بدايتها عملا تطوعيا يقوم به المحتسبون من باب فرض الكفاية الذي يتوجب على طائفة من الامة القيام به وقد مارس رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه الحسبة وتلاهم اعيان المسلمين وخيارهم عبر تاريخ المسلمين الطويل .
وفي الاونة الاخيرة تحولت الحسبة من كونها عملا تطوعيا لتكون عملا مؤسسيا له موظفوه وتنظيماته وآليات عمله . ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي برزت كثير من قضايا الهيئة للسطح وأصبحت اخبار الهيئة وجبة يومية للصحف يتابعها عامة الناس باهتمام نظرا لحساسيتها في الغالب ومن ضمن هذه القضايا الساخنة قضية المتسوق الاجنبي الذي تم تداول مقطع قصير وغير واضح التفاصيل وهو يتشاجر مع رجال الهيئة في احد الاسواق مؤخرا .
وبما ان دين الاسلام دين قائم على العدل فإن من العدل عند نقد عمل هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التعامل والنظر في حال هذا الجهاز بحيادية تامة حتى يمكن الوصول للحقيقة التي ينشدها الجميع محبين ومبغضين .
وخلال العشرة اعوام الاخيرة اصبح عمل الهيئة اكثر تنظيما ووضوحا وأصبحت اعمالهم موثقة بالصورة فلم يتبق لمشكك او مزايد مجالا ولقد اطلعت على بعض الاحصاءات التي تتعلق بعمل الهيئة فوجدت جهودا جبارة تصب في غالبها في جانبين الاول حماية العقيدة والثاني حماية الاعراض والفضيلة وبلغة الارقام فقد كانت اعداد القضايا بالآلاف وكانت الهيئة بعد الله ملاذا لكثير من الناس خصوصا فيما يتعلق بقضايا الاعراض كالابتزاز ونحوه وما يتعلق بقضايا السحر والشعوذة وكذلك محاربة مروجي الخمور وتعقبهم واسقاطهم بطرق احترافية .
من ناحية اخرى ومن باب الانصاف والعدل فلا بد ان يعترف منسوبو الهيئة ومحبوها بوجود اخطاء من بعض منتسبيها تصل احيانا الى حد غير مقبول مما يعطي الرأي العام ثقة في نزاهة الهيئة على الرغم من ان وقوع خطأ من رجل الهيئة لايعني تجريم الجهاز بأكمله كما ان خطأ المسلم لا يعني قطعا وجود خلل في التشريع الاسلامي فلطالما اسهمت الهيئة في علاج آلاف القضايا وحالت دون وقوع جرائم لا حصر لها .
ان الاعتراف بالخطأ امر محمود حتى وإن كان من أقرب الاقربين وهذا نهج نبوي كريم كقوله عليه الصلاة والسلام لخالد بن الوليد ( اللهم اني ابرأ اليك مما صنع خالد ) بعد قتله لبعض من بني جذيمة وقد اعلنوا اسلامهم ولكنه شك في صدقهم وكذلك قال عليه السلام لاسامة ابن زيد حين قتل رجلا بعد ان اعلن الشهادة (أشققت عن صدره ) الى غير ذلك من الاحاديث الشريفة الدالة على ان الخطأ لا يمكن تبريره حتى وان كان من قائد الجيش او عضو الهيئة او المعلم او رجل الامن فهذا يبعث في النفس الاحساس بالعدالة وان العدل آخذ مجراه لا محالة .
ختاما .. يا منتقدو الهيئة : أقلوا عليهم فلعل بحر حسناتهم يشفع لهم بعض اخطائهم وهفواتهم .ولمحبي الهيئة والمنافحين عنها : اعترفوا بوجود اخطاء إذ ان عدم الاعتراف بذلك قد لا يخدم الهيئة ولا الاسلام على المدى البعيد خصوصا في ظل وسائل التواصل السريعة التي اسهمت في سرعة انتشار الاخبار وحاجة المسلمين الى توسيع صورة المحبة والسلام بعد ان توشحت صورة الاسلام النقية بظلام الاعمال الارهابية المنسوبة اليه زورا وبهتانا .
أ.عمر ظافر
البلاد