×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

عالمنا والفتن المتلاطمة

(عالمنا والفتن المتلاطمة)


بقلم الأستاذ / سعيد آل عباس الشهري

تجتاح عالمنا العربي والإسلامي أمواجٌ متلاطمة من المشاكلِ والنزاعات منذ بداية عام 2011م توافقاً مع ما سُمي بالربيع العربي وما بعده ، فتنامت الفتن وانتشرت تبعاتها بما أحدثته من بؤرٍ للتوترات تنطلقُ من بيئةِ شجعت على ظهور تيارات متعددة ومختلفة الأهداف متنوعة المشارب تحت مسميات وشعارات تحمل كلُّ ما يسيئ لديننا وثوابتنا وقيمنا الإسلامية وأصالتنا وتراثنا العربي فهناك التمذهب والتكفير والطائفية العمياء والتي تعمل جنباً إلى جنب وبطرق مباشرة و غير مباشرة مع الإرهاب لتعمل مجتمعة على زعزعة الأمن وخلخلة السِلم والسلام وهي بكافة مسمياتها معاول هدم لكل ما تم إنجازه من مدنية وتحضر طوال العقود التي أعقبت الاستقلال من سيطرة الاستعمار البغيض الذي جزّءَ الأجزاء وحجم الأوطان ، والأدهى منه جلب عداوة الاستعمار القديم ودعوته للعودة وبقوة من جديد ليضرب في كل مكان يشاء وتحت أي ذريعة لحماية مصالحه إضافة إلى تسويد الصفحات المشرقة من التاريخ العربي والإسلامي الذي نفخرُ بمعظم منجزاته

إن ما يحدث في عالمنا العربي خاصة والإسلامي عامة من فتنٍ وحروب ليشيب من أهوالها الولدان وتتحير في تأويلها العقول والأذهان فمن اتجاهات وأفكارٍ منحرفة إلى مثلها متشددة أو نقيضها إباحية فقد وجدت كلٌ منها البيئة المناسبة لمزاولة أنشطتها وبث شرورها وأصبحت الأوطان والشعوب نهباً للصراعات والأهواء بل إن معظم بلادنا العربية أصبحت مستنقعاً للإنجاب والتفقيس والتغذية لهذه الفئات الشريرة الخارجة عن العُرف والخُلق والأصالة وهي لا تدرك أنها الخاسرة لكنها تسببت في خسارة تنمية الأوطان ورفاهية الشعوب ولا تعلم أيضاً أنها لن تحقق أي مكسب لأنها ضائعة وفاقدة للهدف والهوية

وما حدث في غزة من قتل وهدم وحصار وما يعانيه أخواننا في فلسطين هو استضعاف للعرب والمسلمين لأننا لا نملك الوحدة والصدق والعمل معاً لنصرة الحق و أهله بعيداً عن الشعارات والتسويف علاوة على ما أحدثته التيارات والجماعات الغاوية من خلخلة في اللُحمة الوطنية والعاطفة العربية الإسلامية وما سوف تخلفة - إن استمرت - من روح انهزامية معنوياً للأجيال الحاضرة والقادمة ( لا سمح الله )

إننا نستحق أوطاناً مثالية فلا يجب أن نعود إلى الوراء ونستحق حياة كريمة تستوجب العمل صفاً واحداً والعمل الدؤوب المثمر بدلاً من الضياع والتناحر ولنكون أقوياء بعزيمتنا ومبادئنا السامية التي ورثناها فيصُعب اختراق صفوفنا من أي تيار أو جماعة أو فئة فتبقى بلادنا آمنة مطمئنة سائرة إلى الأمام بقيادتها قوية البناءوالوحدة والهدف بإذنه تعالى والله المستعان .


تنومة في 1435/11/3ه
ـ
 0  0  5728