×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

التقنيات المخيفة في الحروب الحديثة

ابو فراج
بواسطة : ابو فراج
بسم الله الرحمن الرحيم
التقنيات المخيفة في الحروب الحديثة

العقيد 'م' محمد بن فراج الشهري

بدأ واضحًا وجلياً في الأعوام الأخيرة من القرن الحالي أن هنالك تطورًا خطيرًا في صناعة الأسلحة بكافة صنوفها وأشكالها وأن هنالك ماهو أخطر من الأسلحة النووية , فقد أظهرت التحريات لمراكز الدراسات الاستراتيجية أن (وسائط الحرب الإلكترونية) قد أصبحت أكبر خطراً وأشد تهديد للجيوش من أسلحة التدمير الشامل والأسلحة النووية على وجة التحديد, إذ أن إحتمال اللجوء الى الخيار النووي سيبقى إحتمالًا واهيًا, وقد فقد هذا الخيار حتى قدرته على الردع, مما حمل الدولتين العظميين على السعي المشترك لتخفيض مخزونهما من الأسلحة الدفينة, في حين تتابع الدولتان العظميان, وسائر الدول الصناعية الكبرى بذل الجهود المكثفة والمركزة لتطوير وسائط الحرب الإلكترونية. إذ ما فائدة الأعداد الكبيرة من الطائرات, أو الارتال الضخمة من الدبابات, اذا هي لم تتمكن من الوصول الى ساحة المعركة, أو إذا هي وقفت في وسط ساحة القتال وهي صماء عمياء وعاجزة عن إستخدام أسلحتها؟.

إن أربعين طائرة إلكترونية تستطيع القيام بما لا تستطيعه أربع مئة طائرة مقاتلة قاذفة هذا من ناحية, ومن ناحية أخرى فإن تكاليف أو ثمن الطائرة الالكترونية يعادل ثلث ثمن الطائرة المقاتلة القاذفة تقريبًا.

وبذلك يستطيع جيش مجهز بواسائط الحرب الإلكترونية ضمان ظروف الحسم في الصراع المسلح لاسيما في حروب قصيرة الأمد كالحرب العربية الإسرائيلية بأفضل مما يستطيعه جيش أو حتى مجموعة من الجيوش تفتقر لوسائط الحرب الإلكترونية. وقد يكون من السهل على الدول الكبيرة المحافظة بصورة مستمرة على تفوقها في وسائط الحرب الالكترونية, وكذلك بعض الدول الاخرى مثل المانيا الشرقية التي تستبدل كل سنتين وسائط الحرب الالكترونية الثابتة, وتستبدل كل ثلاث سنوات طائرات الحرب الإلكترونية, فهل تستطيع الدول الصغرى الإمساك بمثل هذا التفوق بصورة ثابتة؟.

لقد تطورت وسائط القتال بصورة عامه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية, فظهر جيل أو جيلين على الأكثر من الدبابات والمركبات المدرعة والطائرات والمدفعية, ولكن أعداد كبيرة من هذه الوسائط بقيت في حوزة الجيوش, وتستخدم بصورة جيدة بعد إدخال بعض التعديلات عليها أحيانًا.. بينما يعتبر جيل وسائط الحرب الإلكترونية الذي ظهر في مطلع الثمانينيات والتسعينات هو جيل مختلف جدًا فكيف يمكن لجيوش الدول الصغرى اللحاق بسباق إمتلاك وسائط الحرب الإلكترونية؟ وإذا ما أمكن لها تحقيق مثل هذا الهدف فهل تستطيع الإحتفاظ به؟

إسرائيل ربما تبقى هي الدولة الوحيدة في العالم من بين الدول الصغرى التي تستطيع بلوغ ذلك .. ليس بشطارتها ولكن بفضل الدعم الأمريكي لا أكثر ولا أقل وذلك هو المأزق الحقيقي الذي يجابهه التسلح الغربي. إذ لم تعد المسأله هي مسألة تشكيل فرق مدرعة ضخمة, ولا تنظيم ألويه كبيرة من الطائرات القاذفة المقاتلة وإنما هي مسألة ضمان الظروف المناسبة لإستخدام الوسائل القتالية المتوفرة في ظل القدرة على إبطال الساحات (الكهرطيسية)لمسارح العمليات وشل القدرة القتالية للأسلحة المتنوعة بما في ذلك القوات الجوية. وها نحن في عام 2014م نشهد فجوة كبيرة في الأسلحة التقليدية وغير التقليدية حيث يعيش العالم حاليًا ثورة هائلة في مجال الأسلحة التقليدية نتيجة التطورات بل والقفزات الكبرى في مجال الالكترونيات الدقيقة MICRO ELECTRCNICS, والمستشعرات -SOMSORS, والحاسبات الإلكترونية , والملاحة وإستخدام المواد الصناعية المخلقة COMPOSITE MATERIALS , في بناء هياكل الطائرات والصواريخ وتكنلوجيا المحركات والفضاء والإخفاء والذكاء الصناعي وتنظر إسرائيل بجدية إلى بقاء التوازن التكنلوجي بينها وبين العرب مرتهن بدخولها المكثف في هذه التكنولوجيات بحيث يستمر سباق التسلح في المنطقة لصالحها, فالتقدير العسكري الاسرائيلي للقوة العسكرية العربية يقوم على ثلاثة نقاط أولها ان الكم العربي سوف يستمر في التزايد, ومن ثم فإن الفجوة الكمية بالنسبة للقوات المسلحة والطيران والبحرية سوف تستمر وتتزايد بينها, وبين العالم العربي ثانيًا أن العالم العربي قد نجح في تطوير قواته الدفاعية بشكل كيفي نتيجة القدرة على إستيراد أسلحة متقدمة من الكتلتين الشرقية والغربية, حيث نجحت الدول العربية إلى حد ما في الحصول على طائرات وصواريخ ودبابات وأجهزة للدفاع الجوي تختلف جذريًا عما كانت تحصل عليه الجيوش العربية خلال الستينات والسبعينات. وثالثهما أنه نتيجة سوق الدول العربية الواسعة ووجود النفط والثروة البترولية, فإن العرب سوف يكون بمقدورهم إغراء او "ابتزاز" الدول الغربية والشرقية للحصول على التكنولوجيا المتقدمة, وعلى العرب إذا ما أرادوا مجابهة إسرائيل مجابهة حقيقية أن يسارعوا بقدر الإمكان إلى إمتلاك التكنولوجيا الحديثة في مجال الحروب وأن يكون إعداد الجيوش مختلف عما سبق بحيث يعتمد تأهيل الأفراد تأهيلاً علمياً لائقاً والبحث عن الأجيال التي تتعامل مع التكنولوجيا الحديثة ووسائل الحرب الالكترونية ومحو الأمية من الجيوش بالتدريب المثالي ومحاولة الإكتفاء الذاتي الذي نجحت فيه اسرائيل بشكل فعال في السنوات الأخيرة واستفادت كثيرًا من اتفاقيات التعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة في مجالات الحرب الالكترونية والذخيرة المتطورة والصواريخ المضادة والرؤوس الباحثة عن الأهداف بالاشعة تحت الحمراء للصواريخ والقنابل جو أرض المطورة .. ثم إن على العالم العربي أن يلتفت لأمور مستقبلة ويطفي لهيب التهور والضياع والتشرذم والتصادم مع الأشقاء فنحن أمة لديها مخزون كبير من الإمكانات المادية والبشرية والثروات ولكننا فرطنا فيها ولم نوظفها في مكانها الصحيح وأصبح شغلنا الشاغل التصادم والتشاحن والتخوين وظهور عصر الأحزاب والتحزبات وفوضى التظاهرات وتدمير الممتلكات والبنى التحتية, وهي فرصة كبيرة للأعداء لنشر سمومهم في هذه الأوقات وصرف نظر الأمة عن بناء مستقبلها ومستقبل أجيالها إلى هدم ما بنته سابقًا ثم الضياع في متاهات التناقضات وفتح الباب على مصراعيه للارهاب بكافة أشكاله ورعاته وتسهيل الطريق أمام الأطماع الأجنبية للنيل من الوطن العربي بأكمله وجعله العوبة في أيدي الأعداء وهذا مالن يكون بإذن الله وعسى العالم العربي أن يحاول سد الفجوة التقليدية بينه وبين إسرائيل ومن يجاريها عن طريق شراء الأسلحة المتقدمة مع المحاولات الجادة لتصنيع السلاح وإستيعاب التكنولوجيا المتقدمة .. وتدريب وتعليم الجيل الجديد على إسلوب وطرق ووسائل الحروب الالكترونية ووسائطها الحديثة.. وكسر الطوق , فليس من الصعب علينا تحطيم القيد الالكتروني الجديد إذا كان هنالك همة وعزيمة وإصرار ...


alfrajmf@hotmail.com
بواسطة : ابو فراج
 0  0  5743