×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

إختلاف الرأي يفسد للود قضية!!

عامر الشهري
بواسطة : عامر الشهري

إختلاف الرأي يفسد للود قضية!!

عامر الشهري

عندما كنت صغيرا جاء رجلٌ إلينا يعرفه والدي ومسكنه بالقرب منا وطلب من والدي إيصاله إلى المحكمة لأن هناك موعد جلسة بينه وبين خصم له، فقام بإيصاله، وعند انتهاء الجلسة فوجئا بالرجل المتخاصم مع مرافق والدي يريد العودة معهم في سيارة الوالد، فاعترض الرجل على خصمه، وأصبح يدفعه بيديه حتى لا يصعد في السيارة، فكان الخصم يقول له بما معناه: "لا يعني أن بيننا دعوى ومحكمة ألا نذهب مع بعضنا في السيارة".

حينها عاب الكثير على هذا الرجل (الخصم) وأنا أحدهم على فعله وإصراره على العودة في السيارة نفسها التي يستقلها الرجل الآخر المتخاصم معه، لكنني الآن وبعد أن أدركت الحقيقة , أيقنت أن الرجل طبق مبدأً مهماً نحتاجه في وقتنا الحاضر أكثر من أي وقت مضى وهو (إختلاف الرأي لا يفسد للود قضية)، إذ أصبح هذا المثل مجرد كلمات وشعارات نرفعها في المجالس دون أن يكون لها أثر في حياتنا وتعاملاتنا اليومية .

المجتمع مليء بحالات من هذا النوع، الإخوة يتقاطعون والسبب "اختلاف الرأي" وقد لا يكون في الكثير من الأحيان اختلافا كبيرا، أي قضايا كبيرة تستحق كل ذلك، بل في أحايين كثيرة لا يعدو كونه اختلاف وجهات نظر، يترتب عليها قطيعة الأخ لأخيه وأخته وعمه وعمته وخاله وخالته أو أقاربه وجيرانه.. لماذا كل هذا؟
حتى وإن سلمنا جدلا بأن هناك أمر مهم وجوهري يحتم هذا الخلاف أو الاختلاف، لماذا لا نترك كل هذا جانباً ونتواصل مع أخينا وقريبنا وخالنا وخالتنا وعمنا وعمتنا بالسؤال والاطمئنان في الأعياد والمناسبات السعيدة أولا قدر الله المناسبات الحزينة، ونترك هذا الخلاف بعيدا عن حياتنا وعمن له حق التواصل علينا.

ما يؤلم أن بعض من ينتهجون هذا المبدأ "اختلاف الرأي يفسد للود قضية" هم متعلمون، بل الأدهى من ذلك أن بعضهم خطباء مساجد، ولا نزكي أحدا، لكن الأولى أن يكونوا قدوة، كما كان آباءنا وأجدادنا قدوة لنا في الخير والصلاح، ورغم الاختلافات فيما بينهم إلا أنهم في الغالب متواصلين مع بعضهم البعض، متحابين متآلفين، أما نحن فأصبحت الخلافات البسيطة التي لا تكاد تذكر قاصمة الظهر لعلاقاتنا مع إخواننا وأقاربنا، والله المستعان.

رحمهما الله
تألمنا كثيرا للحادث الذي وقع في منعا وذهب ضحيته رجل وزوجته، نسأل الله تبارك وتعالى أن يتولاهم برحمته، ويسكنهم فسيح جناته، وأن يشفي المصابين ويلبسهم الصحة والعافية, وكم نحن بحاجة إلى أن يتم معاينة المواقع الخطرة في طرقاتنا من قبل الجهات المعنية ووضع الحلول اللازمة لتلافي مثل هذه الحوادث المميتة.


am_alshry@hotmail.com
بواسطة : عامر الشهري
 0  0  6041