×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

من الذي دمر غزة

ابو فراج
بواسطة : ابو فراج
بسم الله الرحمن الرحيم

من الذي دمر غزة؟

العقيد 'م' محمد بن فراج الشهري

كل مسلم على وجة الارض يرفض ما قامت بها اسرائيل من عدوان همجي لا تقره الاديان ولا الاعراف ولا الامم انه انتهاك صارخ لجميع حقوق الانسانية, وتهور لم يسبق له مثيل حين تدك المنازل والبيوت على رؤوس اصحابها, وتدك المدارس والمستشفيات ومراكز الإيواء .. متخطيه بذلك جميع انواع التعامل الانساني في العصر الحديث .. وهذا مالا نقره ولا تقره جميع الاعراف الدولية ولكن السؤال الذي يدور في الاذهان هو (لماذا اختارت حماس التصعيد في هذا الوقت بالذات حتى حدث ما حدث؟) فنحن نعلم انه لا يوجد عند انسان عربي المفاضلة بين اسرائيل وفلسطين لكن هناك من يبني اراءة على فرضيات الظروف ويميز بين خطأ سياسي يكلف شعب غزة والضفة فوق مالا تستطيعه, وبين مشروعية الكفاح بالوسائل المختلفه لكن بما لا يعرّض غزه والممتلكات الى دمار لا يملك الفلسطينيون الرد عليه بنفس الكفاءة والمقدرة وهو ماحصل وكان سببًا في اشعال النيران وتبادل الشتائم والاتهامات واضافة معاناة جديدة للفلسطينيين المواطنين و مأسي اخرى لا تحصى, البعض من السياسيين يقولون بأن حماس اختارت هذا الوقت للتصعيد بإيعاز من دول اخرى لإشعال المنطقة برمتها تجاوبًا مع مايحدث في العراق وسوريا وليبيا ولبنان واليمن كما ان اختيار هذا التوقيت هو ايضأ لصرف النظر عما يدور في سوريا والعراق وليبيا ان ذلك تم ضمن المخطط المعروف لتشتيت الدول العربية وزعزعة الامن والاستقرار فيها بمباركة الدول الكبرى وبتخطيط مسبق تنفذه ايران وحلفائها بالنيابة والمعروف ان حماس اتت الى حكم غزة من خلال صناديق الانتخابات, وعندما انتهت ولاية رئيس وزرائها, رفضت ان تتداول السلطة وظل (هنيه) رئيس منتهي ولايته, وحكمت غزة بالحديد والنار, وتحولت حماس عمليًا الى (وسيلة للإيجار) تنفذ عمليات إقليمية ليست لصالح الشعب الفلسطيني ولا لقضية فلسطين ويدفع اهل غزة الثمن باهضًا قتلاً ودمار شامل تعود الدول العربية المعتدله والمتزنه لتحمل تبعاته ومساندة المنكوبين كالمتبع في كل مرة وحماس تعمل لآخرين؟ وهي في الخط نفسه الذي ينتهجه حزب الله وفي نفس الفلك يدورون والضحية هو شعب فلسطين المنكوب .. وتوقيت ما حدث في غزة هو مفتعل لإشعال المنطقة بكاملها واشغالها عن الاهداف الرئيسية التي تعانيها وتشتيت الطاقات وسيكتشف اهل غزة قريبًا هذا الامر المروع, وحماس لم تكن في الطريق السليم فالمعروف انه ومنذ عام 2006م وحتى عام 2014م وحزب الله اللبناني وحماس وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية, كانت حلقة في محور ما سُمي حينها بمحور الممانعة العربي, بقيادة إيران الخمينية وخدمات النظام الاسدي, وتجلى هذا الاندماج في كون مقرات حماس في دمشق, وتضافر حماس والجهاد مع (حزب الشيطان في لبنان) والدعاية التي اطلقتها ايران على كافة الصعد وكانت دعاية الممانعين السلبية من جهة ضد ماسُمي بمحور الاعتدال, مثل مصر والسعودية والأردن والمغرب .. وقد هرول كثيرًا من الكتاب والمثقفين الى طريق الممانعين وتم تخوين كل من تحفظ على (حزب الشيطان) وأتهم بالتصهين, والخيانة وقتها, وهي نفس التهم التي تتوالى الأن بعد اجتياح غزة.. رغم ان الامور اتضحت في الاونة الاخيرة ولم يبقى أي امر فيه شك حول مايدور في المنطقة بشكل عام واتضحت المعالم لكل ذي لب, كما تبعثرت كل اوراق (الخريف الممانع) الذي ضم في اغصانه اخواناً وجهاديين وبعثيين وشيوعيين وناصريين وطائفيين, عملوا ضد مصر والسعودية وكأنهم من يملك الحق الإلهي والانتصارات الإلهية .. ومكينة الإعلام الإيراني تعمل بكل قوة لخدمة هذه الاهداف المفضوحة والمكشوفة وهو ماينطبق عليه المثل الشعبي الذي يقول (الذي مايستحي يفعل مايشتهي) وقد رأينا وشاهدنا وسمعنا أقوال وأفعال تخجل رغم انكشاف المستور وظهور الاجندة الخفية, حزب الله مع إيران وبشار, وحماس مع تركيا والأخوان تجلى ذلك في قيام فضائية (الميادين) المعبرة بشكل واضح عن هذا التوجه, واعود لما بدأته فأقول ان حماس لم تكن موفقة في التوقيت ولا من يساندها لأنها اهانت شعبها ولم تساعده والمستفيد من هذا الدمار هي اسرائيل فقط وسنبقى سنين طويلة نجمع لكي نعيد الحياة الى غزة, وحماس لايهمها سوى مزايدات ومساومات الاخرين بمأساة غزة فمن الذي دمر غزة؟ هل هي حماس التي اختارت الوقت المميت ام اسرائيل التي لا تمانع في الضرب في أي وقت ويسعدها أي استفزاز تتلقاه لكي تستغل الظروف وتشفي غليلها قتلًا وتنكيل بالابرياء الذين يدفعون الثمن وليس حماس .. ومع ذلك فنحن جميعًا ضد هذه الهمجية المقيتة والهجوم الوحشي الصهيوني الاسرائيلي ومن يؤيده ونلوم امريكا ومن يدور في فلكها على تساهلها الواضح والمكشوف مع الكيان الصهيوني ونستغرب موقفها المتكرر من مثل هذه الاحداث وإدانتها المتواضعة المتمثلة في الهجوم على مواقع الامم المتحدة فقط وكأن الشعب الفلسطيني غير موجود, اين العدالة والديموقراطية والانسانية التي تتبجح بها امريكا وغيرها؟ من الدول التي ترعى الكيان الصهيوني وتسمح له بالسطو والقتل والوحشية والهمجية واسوأ من ذلك تصريحات (اوباما) التي يشجع فيها اسرائيل على العدوان وهو من نكب القضية الفلسطينية منذ وصولة لسدة الرئاسة, اما السعودية فنهجها واضح قد ظهر ذلك جلي في كلمة الملك عبدالله خادم الحرمين الشريفين الاخيرة للعالم الإسلامي والعربي وللعالم اجمع فلا مزايدة على حقوق الشعب الفلسطيني ابدًا موقف المملكة واضح وثابت منذ احتلال فلسطين وحتى اليوم ولم تلونه الشعارات ولا التحالفات ولا المؤامرات .. نحن مع شعب فلسطين ونحن من يدعم الصمود سابقًا ولاحقًا والتاريخ يشهد على ماقدمته المملكة لفلسطين وشعبها ونسأل الله ان يعين الشعب الفلسطيني وابناء غزة على ما ابتليوا به وان ينصرهم على من نكبهم نصر عزيز مقتدر انه القادر على ذلك وعليه وحده التوكل والرجاء...
تنومة
بواسطة : ابو فراج
 0  0  2571