العلاقة الانسانية وثقافة الاعتذار
العلاقة الانسانية وثقافة الاعتذار
بقلم :عميد م. صالح بن حمدان
احترام الآخر هو الاساس الحقيقي لبناء علاقة انسانية متينة تتولد عنها في الغالب صداقة ترتقي بالمشاعر الى صفو المحبة والتضحية والحضور المباشر في كل المواقف الصعبة والمشاركة الوجدانيه والحقيقة انه من الصعب جدا ان تجد تصديقا بهذه المواصفات ولكنك انت من تصنع هذا الصديق بمبادراتك وتواضعك لأخيك ورفع المعاناة عنه عند الضرورة دون ان تشعره بالفوقية حيال هذا الموقف النبيل ولكي تحافظ على هذه الصداقه وإدامتها عليك ان تتحمل هفوات هذا الصديق وكأنك لم تسمع ولم ترى وكما قال احدهم :
وإذا الصديق يوما اراد غيظي : وشرقني على ضمأ بريقي
غفرت ذنوبه وكظمت غيظي : مخافة ان اعيش بلا صديقي
ومن جميل الاثر البالغ لعلاقة متينة وصداقة حميمة ان تتجاوب مع اخيك وصديقك في افراحه وأحزانه والنأخذ بعض الأمثله التي قد تعيق استمرار هذه الصداقة والعلاقة الانسانية الواعية وان كانت بسيطة في معناها فمثلا اذا جرحت مشاعر هذا الصديق وأدركت ذلك فبادر الى الاعتذار والندم على ما حدث وان كان في الغالب حدث عابر املاه موقف معين لم تقصد به لكنه قد جرح مشاعر هذا الصديق وسوف يكون لهذا الاعتذار وقعا حسنا لديه ومما يؤثر بشكل مباشر على هذه العلاقة هو عندما يدعوك هذا الصديق لمناسبة ويحرص على حضورك ثم تخيب ظنه بعدم الحضور وقد يتساءل البعض عن عدم حضورك لمعرفة السبب ولعله يتمنى هذا السائل قطع هذه الصداقة او توترها فعليك ان تبادر بالاعتذار وتبرر عدم الحضور بما يقنع هذا الصديق لكي لا تخسره وقد جربت ذلك مع من كنت اكن له احتراما وتقديرا ولا أ زال ولكنه بفوقية تعالى عن الاعتذار وكان لهذا الموقف اثر بالغ في النفس ولكن كما قال احدهم :
ولست بهياب لمن لا يهابني : ولست ارى للمرء مالا يراليا
فان تدن مني تدن منك مودتي : وان تنأ عني تلقني عنك نأيا
كلانا غني عن اخيه حياته : ونحن اذا متنا اشد تغانيا
لكن مع هذا التصرف المؤثر في المشاعر إلا نه لن يفسد للود قضيه مع الاعتذار انما علينا ان نتجنب مثل هذه المواقف وان حدثت وقد تحدث بالتأكيد فلنبادر بالاعتذار فهو البلسم الذي يعالج هذا الموقف وتزداد معه العلاقة رسوخا وثباتا ومن جميل ما قيل في الصديق والمفارقات في بعض المواقف للصديق المثالي ما قاله احدهم :
وين الصديق اللي يجيني على الكيف : اللي ليا شفته جروحي براها
في ساعت الشدات يبدي كما السيف : كل الهموم اللي بقلبي جلاها
في رفقته عز ومهابة وتشريف : والنفس من شوفه يجيها مناها
هذه خواطر املتها مواقف بعض ممن احسبه صديقا وهذا الموقف ليس وقفا على احد بل يحدث بكثرة في مجتمعنا لافتقارنا الى ثقافة الاعتذار والتواضع للآخر والتبسط معه في الحديث لتشعره بحرارة المشاعر وصفو المحبة ومن اجمل ما قيل في هذا المعنى ما قاله احدهم :
ما ودني احد الا بذلت له : صفو المودة مني آخر الابد
ولا قلاني وان كنت الحب له : إلا دعوت له الرحمن بالرشد
واسوا ما في العلاقة التعالي او التكبر على الآخر فالكبر صفة مذمومة ذمها الله على لسان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في حديث قدسي ( العظمة ردائي والكبر ازاري فمن نازعني ايا منهما قصمته او كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام ) وقد قال احد هم في حال المتكبرين :
وجوههم من سواد الكبر عابسة : كأنما اوردوا غصبا الى الناري
ليسوا كقوم اذا لا قيتهم عرضا : مثل النجوم التي يسري بها الساري
ولكننا نخلص الى القول :
ومن ذا لذي ترضى سجاياه كلها : كفى المرء نبلا ان تعد معا يبه
وللحديث بقيه والله المستعان