×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

النفور الاجتماعي

النفور الاجتماعي

بقلم الأستاذ/ عبدالرحمن متعب

ظاهرة النفور الاجتماعي أصبحت واضحة المعالم في المجتمعات العربية ومجتمعنا السعودي خصوصاً. فالنفور بتعريفه اللغوي يعني ( نُفُور جَفَاء ، كُرْه : شُرُود ,هُرُوب) وفي علم النفس يعرف النفور الاجتماعي على انه فقدان الاتصال أو قيام العداء بين الاقارب أو الزملاء بسبب عدم الاتفاق أو عدم الاستلطاف. ومن هنا نلاحظ ان النفور أصاب المجتمعات بشكل غير طبيعي مع توفر وسائل التواصل الاجتماعي ولكن أثرها السلبي كان أكبر من أثرها الإيجابي على تلاحم الاسرة والمجتمع.

لا يمكننا أن نفترض أن النفور الاجتماعي هو سمة الإنسان الخالصة أو الطبيعة الخاصة, فسمته انه إجتماعي متآلف مع من حوله من بني جنسه سريع التأقلم مع قرينه ولكن في هذا العصر أصبح النفور هو الطاغي على علاقات الإنسان حتى مع الطبيعة من حوله.
ومن اقسام النفور الاجتماعي النفور من الآباء وهي عادةً تحدث نتيجة للطلاق ، وذلك عندما يشعر الطفل بكراهية غير مبررة أو شعور قوي وغير معقول بالبغض نحو أحد الأبوين مما يجعل إمكانية وصول الطرف المنبوذ من الأبوين إلى الطفل صعبًا أو مستحيلا وقد تتأثر هذه المشاعر بالتعليقات السلبية التي يصدرها أحد الأبوين وببعض الخصائص مثل افتقاد التعاطف والحميمية تجاه الطرف المنبوذ من الأبوين .

وهناك جملة من الاسباب التي ادت الى ظاهرة النفور الاجتماعي ومنها الاختلاف الفكري بين الاجيال وعدم تقبل الجيل القديم للتطور الحاصل في زمن الجيل الحالي ويعتقدان اغلب الاشياء التي يلهث خلفها هذا الجيل من الملهيات والعبث فقط معتبراً أنهم لا يدركون خطورة هذا التصرف .

ومن أسباب النفور الاجتماعي الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي مع أطراف من خارج الوسط الإجتماعي المفترض وعادة مايكون هذا التواصل عن بعد وفي خلوة تامة مع النفس وهي احد الاسباب التي فاقمت القطيعة والنفور وخاصة عندما يترتب عليها مزيداً من الحرية السلبية بعيداً عن الرقابة الإجتماعية وقيودها وقد يكون هذا الإسلوب من التواصل هو السبب الرئيسي للنفور خاصة وأنها لم تظهر حالة النفور الإجتماعي إلا بعد توفر هذه الوسائل التي منحت الفرد حرية التواصل مع ما يلبي رغباته الخاصة .

المجتمع فقد هويته الاجتماعية وفقد الألفة والمحبة والتكاتف والتواصل فهل نبقى مكتوفي الأيدي ونحن نشاهد مسلسل الإنهيار في قيمنا وألفتنا الإجتماعية يتسارع دون أن يكون لنا دور يذكر في درء هذا الخطر المحدق بنا .


تبوك

 0  0  7919